آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:07ص

الثنائي الخالد .

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 08:18 ص

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


يلف الصمت والنسيان بلاد اليمن من كل اتجاه ، لا ذكرى رحيل اثنين من ابطالها الاحرار الذين جمعهما حب الوطن وماتا عليه في لحظة  تاريخية فاصلة كتبت تفاصيلها قطرات دمائهم الطاهرة وسجلتها في صفحات تاريخ اليمن المعاصر بطريقة تختلف كلية عن نمطية الانقلابات السياسية التي شهدتها خلال الفترات الماضية من نظامها الشطري لاحتكامها لمتغير عام وجامع ومفاجئ طمر اليمن و اغرقها بطوفان من فوضى المشاريع الدولية و الاقليمية المتداخلة عملا باستراتيجية نظرية الصدمة الحديثة التي اعتمدها الغرب للاطاحة بالانظمة الثورية في المنطقة ، وادخال الرعب على انظمتها الاخرى ، ودفعت اليمن الى الانزلاق السريع في اتون معاركها الداخلية ، و معرفة الاشتغال على تأجيج المواقف والصراع بينها ، بادوات نفخ اعلامي دولي موجه تمكن من السيطرة على عقول و اعصاب اطرافها واوقعها ضحية وفريسة سهلة للعبة الشيطانية ، واجبارها على ضرورة الاستلام والسير لمشيئة تحقيق اهدافها الخفية في اطار منهجية التغيير والتدمير لليمن والمنطقة ، واستجابة اطراف الصراع الداخلية لها وانخرطت  بسهولة و جنون فيها ، وهي واقعة تحت التأثير و التخدير بالاغراء والاكراه ، ولا تقوى على استعادة انفاسها او القيام بعملية مراجعة مواقفها والتفكير فيما يمكن انقاذه من الوطن ونظامه الجمهوري .
وذهبت اليمن ضحية لطابع انتقام قواها السياسية والقبلية وتصفية خلافاتها التاريخية على صفحات ويوميات ثورة التغيير بوجه نسائي مغر و جميل عمل على ايهام الوطن بامكانية عودة حكم المرأة لليمن من جديد كرها للرجال ، ورغبتهم بتكرار تجربة دول و تاريخ ماجدات منها .
قتلت المؤامرة شاهد وشهيد بحجم الوطن ، وتكأد تطوي الاحداث في جوفها المظلم وبصمت رهيب الذكرى الخامسة لاستشهاد ثنائي الوطن الرئيس الخالد الاسطورة العملاق علي عبدالله صالح ، والامين النادر الصفات والخلق والاخلاق عارف الزوكا لو بقايا من حياة في ضمير الوطن وخيط نجاة لامكانية النهوض لانقاذه بالقدرة على استدعاء روح الفداء في سبيل الوطن لخلودهما في ايقونة التضحية في محرابه في لحظة فارقة من تاريخ الحياة والمؤامرة ،. و انهيار ماعداها من ضبابية الصورة والمواقف في الذاكرة . 
وعمقت جريمة مقتل الزعيم  الرئيس صالح والامين الحكيم عارف الزوكا من نكبة اليمن ، وادخلتها في فصول مجهولة و مهولة من المؤامرات يصعب خروجها بسلام منها في القريب . مالم يتمكن الشعب اليمني من امتلاك المبادرة وجعل ذكرى اليوم الثاني من ديسمبر مناسبة وطنية عارمة لانطلاقة و اشعال شرارة الثورة و النضال الوطني العام للانتصار للوطن والثورة ونظامها الجمهوري .
والشعوب الحية لا تموت ، و هي من تصنع تاريخها ، و تقرر مصير حياتها ، وترسم بمحض ارادتها خطوط مستقبلها الوطني القادم .
وستبقى ذكرى استشهاد الثنائي الخالد الزعيم والامين حية لن تموت ، و عصية على النسيان و خالدة في ضمير الارض ، و التاريخ ، و الانسان .