آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:25م

في ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيد

الجمعة - 02 ديسمبر 2022 - الساعة 07:42 م

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب


الثلاثون من نوفمبر تاريخ   وعنوان لقيم الصمود والعزة والكرامة التي تحققت لشعبنا وهو تاريخ نستلهم منه السبيل لمواجهة تحديات الحاضر تاريخ يحفزنا أن لا نخضع ولا نستسلم وأن تبقى راية الحرية في ارض الجنوب خفاقة وشعلة الثورة تنشر الضياء في سماء الوطن لتبدد كل ظلام.

فالثورة التي لا تنتهي إلى التغيير نحو الأفضل تفقد قيمتها الاخلاقية والإنسانية ولهذا سنظل أحرارا ولن تقيد حريتنا اي قوة مهما كان جبروتها. فإرادة الشعوب الحية لا تقهر ولن نقبل أن تصبح تضحيات خيرة شبابنا هباء منثورا. بل ستظل راية النضال خفاقة حتى نحقق حلمنا في وطن أمن ومزدهر   ولن نستسلم مطلقا لأي محاولات تنتقص من سيادتنا على تراب وعزة الوطن.

أن الواقع الذي نعيشه يؤكد لنا أن هناك من أدار ظهره للمبادئ والقيم التي ناضل شعبنا لتحقيقها.   وركن بعضنا إلى دعم الآخرين ونسوا ما تعهدوا به لشعب الجنوب باسترجاع حقه المغتصب وإذا بنا نرى التسويف والمماطلة من القوى التي اعتقدنا أنها حريصة على نصرة الشعب المغلوب على أمره حيث تبدلت هذه العهود قولا وفعلا وفقدت قيمتها.

أن المنطق هو منطق القوة ولهذا لحق الضرر بنضالنا لأن التراجع وعدم استنهاض قواه الحية في المواجهة مثل نقطة الضعف التي استغلها الآخر لتمرير مشاريعه وفي المقدمة   الأطماع التوسعية التي يتطلع القريب والبعيد لتحقيقها.   وبالمقابل فإن القوى الحية والتي هي معنية بتوجيه بوصلة نضال شعب الجنوب تغض الطرف عما يجري دون تحريك اي ساكن تجاه العبث بالسيادة الوطنية فنحن في وطن يستباح وثروات تنهب دون وجه حق.

وأصبحنا نعاني شتى صنوف الذل والمهانة والحرمان من حق الحصول على الخدمات والارتفاع الجنوني للأسعار واصبحت الرواتب لا تفي حتى بالحد الأدنى من مستوى العيش بكرامة. 

وانقلبت حياتنا رأسا على عقب وتحول النصر الى ذكرى عابرة في حياتنا كل شيء نعيشه أفقدنا القيمة المعنوية لذكرى عيد الاستقلال الوطني الخامسة والخمسين الذي كان يمثل لنا رمزا للحرية والحياة الكريمة والعزة والنصر   أن ما نعانيه اليوم من تشتت وانقسام وفي ظل ما يجري على أرض الواقع من ظلم وقهر ومعاناة للغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب يعد مأساة حقيقية.

بينما القلة من أصحاب المناصب والقوة والنفوذ الذي يمتلكونه في توظيف إمكانيات الدولة ليحقق لهم منافع شخصية وساد الفساد في كل مفاصل الدولة    وفقدت الدولة هيبتها في ظل غياب القانون والقضاء العادل والمساواة وغياب المساءلة والمحاسبة. وصار الاحتكام لشرعية الغاب ظاهرة فانتشرت الفوضى والبلطجة وتعطيل المصالح العامة والاستحواذ على السلطة والثروة دون خشية أو وجل. 

كيف تريدونا أن نشعر بقيمة ومكانة الثلاثين من نوفمبر كيوم تاريخي في حياة شعب الجنوب ونحن لا زلنا نعاني صنوف الذل والمهانة واراضينا تغتصب وحقوقنا مصادرة وابسطها الحق في الحياة الكريمة التي ضمنتها لنا الشرائع السماوية والوضعية.

أن أي حديثا عن عيد الاستقلال الوطني في ظل هذه الوضعية يبقى حديثا للاستهلاك ويجافي حقيقة القيمة الوطنية لهذا اليوم العظيم وما كان يمثله في حياة الأغلبية العظمى من أبناء هذا الوطن. 

لا يمكن لنا الحديث عن مكانة الثلاثين من نوفمبر المجيد الذي يعني لنا الانعتاق والتحرر بينما نحن نعيش مرحلة الوصاية والمصادرة والحرمان من كل حقوقنا.

عن اي عيد نتحدث ونحن نرى الوطن يتشظى وأصبح عرضة للنهب والسلب والمصادرة لتراب وطننا الغالي من قبل من لا تحركهم سوى مصالحهم حتى وإن كانت على حساب امتهان كرامة أصحاب الأرض.

هذه الحقيقة يا سادة والحقيقة دائما مرة