آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:34ص

عبده الجندي مهرج او محنك سياسيا

الجمعة - 02 ديسمبر 2022 - الساعة 11:18 ص

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


برز عبده الجندي مع بداية الأحداث التي شهدتها اليمن عام 2011 والمعروفة بثورة الربيع العربي كشخصية إعلامية فذة ورغم أن الجندي استطاع الظهور بشكل ساخر لا انه فاق شهرة وظلت تصريحاته تتابع من الكثير بما فيهم خصومه لما فيها  من طابع فكاهي .

وكان بإمكانه تسخير اسلوبه الساخر بشكل أفضل لو منح لنفسه فرصة الظهور باعتباره شخصية سياسية يحمل طابع سياسي مستقل او ضمن انتمائه للمؤتمر .

لاحد ينكر مدى قدرة الرجل على مخاطبة الشارع بشكل جيد وأن اتخاذه أسلوب السخرية في خطابه الإعلامي لا يعني سذاجة الرجل بقدر ما يؤكد ذكاءه وفطنته لمغازلة الشارع قبل خصومه وهو ذكاء افقده قراءة البعد السياسي بحيث يتمكن من الظهور بمظهر الشخصية الوطنية التي تجعله محبوب لدى الجماهير على اساس حزبي أو وطني 

عبده الجندي اختار اظهار نفسه كرجل لمن يمتلك السلطة بأسلوب أشبه بالابتذال وعرفه الناس بأنه رجل متقلب لا مبادئ له وهو ما جعل مقدم برنامج تلفزيون اللحظة يطرح عليه سؤال رغم تمجيده الطويل لعبد الملك الحوثي قائلا أين سيكون عبده الجندي في المرحلة القادمة في حال سقط الحوثي .

وهو الرجل المعروف بقدرته على تبدل مواقفه السياسية ورغم محاولة لتبرير نفسه مما يقوله عنه الشارع مدعي إنه من وضع قيادة التنظيم الناصري الحالية بسلم هرم الحزب ولكنهم تنكرو له ووضعوه بنسبة لهم باعتباره مخبر عليهم لصالح النظام وبغض النظر عن حقيقة ما قال إلا أنه عاد وبنفس الاسلوب مدعي إنه حذر صالح من الحوثيين ونصحه بعدم الخروج عليهم .

ليلقي بنفسه الاتهام الذي ادعاء إن قيادة الناصريين تتهمه بالتخابر ضدهم لصالح نظام صالح متهما صالح بالتخلي عنه نتيجة قيام الحوثي بتعيينه محافظ لتعز وانه بات رجل الحوثي لا صالح وان موقف صالح منه هو من جعله يتوجه للحوثيين مبررا ذلك إن مصلحة اليمن اقتضت منه الوقوف مع سيده الجديد  مشيدا بالحوثيين و ممجدا زعيم المليشيات .

مدعي أن إيمانه بالحوثي هي من منعته من الالتحاق بالشرعية زاعما أن الرئيس رشاد العليمي ونائب سلطان العرادة اعرضو عليه ذلك وقدموا له الاموال وان بن دغر اخبره وكذلك البركاني بانهم بحاجة إليه ولكنه رفض عروضهم واغرائاتهم .

وأن زيارتهم له لم تكن إنسانية بقدر ماهي محاولة استمالته الا انه بحسب زعمه اكد لهم الوقوف مع الحوثي لكونهم يدافعون عن اليمن في وجه العدوان .

مدعي إنه عكس ما يقال عنه برجل متقلب لا مبدأ له وانه رجل من يمتلك السلطة والمال فشل الجندي دون ان يدرك ان ظهوره على قناة اللحظة لم تحسن صورته لدى الشارع بشكل عام والمؤتمر بشكل خاص بقدر  تأكيده بحقيقة ما يقال عليه فرجل الذي ظل يمجد صالح ونظامه عاد ليصف صالح بأنه فشل في إدراك قوة الحوثي وان قيادة المؤتمر لم تكن مع صالح بالخروج ضد الحوثي وان قرار الحرب معهم اتخذها بمفرده بعد رفض اللجنة الدائمة 

سعى الجندي في حديثه لتذكير الرئيس العليمي بان صالح ترك لوسائله الإعلامية لنيل منه  عندما كان وزير الداخلية لتصفه صحف صالح بأنه  رجل السعودية فكل من تابع اتهامه يعلم ان هناك إشارة واضحة لاتهام صالح نفسه لا رشاد العليمي مبررا ذلك إن صالح احتفظ به كوزير وقلده أكثر من منصب ورغم أن ما قاله عن الرشاد العليمي الان أبعاد ما سعى لتأكيد هو اتهام صالح نفسه لا العليمي معلل صحة ما قاله لماذا لم يعزله صالح عن السلطة بدل من تقليده مناصب اخرى.

ومع كل ظهور إعلامي يسقط عبده الجندي بمستنقع الابتذال ويظهر بشكل جلي أنه رجل لا يتقيد بأي قيم ولا يمتلك أي منهجية سياسية تحفظ موقعه ومكانته و لديه القدرة تبديل موقفه بأي لحظة فما قاله عبر قناة اللحظة الحوثية لم تكن قناعة بقدر ماهي ابتذال اراد من خلالها مغازلة الحوثي مدعي رفضه اغراءات الشرعيه له بالانضمام إليهم  لعله يجد مكانه تقربه بشكل اكبر متجاهلا او يجهل ان السؤال الذي وجه له من قبل مقدم البرنامج مع من يكون عبده الجندي في المرحلة المقبلة لم يكن وليد الصدفة بقدر ماهو معد بشكل جيد دلالته انك رجل لا يمكن الوثوق به .

وان ادعائه بأن العليمي والعراده وطارق صالح سعو لا استقطابه من الصعب تصديقه ولو كان كذلك لما منح بحسب زعمه مبالغ ضئيلة منهم وانما هي رسالة تؤكد مدى سخريتهم من الجندي إذا صحت إلى جانب تكريس ما يقوله الشارع عن شخصية الجندي بأنه رجل لا مبدأ له وانه ناكر جميل فكل من وصفهم  .

وهنا أجد نفسي مرغما لأضع سؤال للجندي لعلي اجد اجابه لماذا فقد ثقة صالح له وهل بالفعل وضع صالح الجندي متهم بالانضمام للحوثيين فقط لأنهم جعلوا منه محافظ لتعز او هناك شئ يخفيه الجندي وهل يدرك الجندي أن اتهام صالح له هو نفس اتهام رفاقه الناصريين .

اكاد اجزم ان.ظهور الجندي وما قاله عن من وصفهم بـ اصدقائه إنه خارج عن إرادته وانما طلب منه الحوثي وأن ما ادعائه عدت بشكل جيد فالحوثي يعلم أن الجندي رجل قابل للمساومة ولا يقف عند حدود وإذا كان بالفعل يعتبر البركاني والعليمي وبن دغر اصدقائه وقال فيهم مالا يقوله رجل يمتلك ذرة من الاخلاق ولا ما تعني الصداقة في مفهوم رجل بات معروف لدى العامة أنه خالي من القيم ولا روادع تمنعه عن مهاجمة حتى من امتدت أيديهم لمساعدته وهل يعرف الجندي  لماذا منحك العليمي مبلغ زهيد بحد وصفه لانه يرى ما منحك كثير عليك وكيف أراد فلو كان حديثك حقيقة إنه طلب منك الانضمام إلى الشرعية لأكرمك بمبلغ كبير وإذا بالفعل قدم لك فقد حدد قدرك