آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

الاستقلال الوطني الناجز

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - الساعة 10:36 م

احمد عبدالله المجيدي
بقلم: احمد عبدالله المجيدي
- ارشيف الكاتب


في البدء لابد أن نهنئ شعبنا اليمني العظيم بذكرى الاستقلال الوطني المجيد في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م. اليوم الذي صنعه الثوار بالتضحيات والدماء من كافة أنحاء الوطن، ومن مختلف فئات شعبنا العظيم في المدينة والريف من عمال وفلاحين وشباب وامرأة وطلاب، ومن النخب المثقفة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، والصحافيين في عدن ممن لعبت صحفهم دورا بارزا في إسناد الثورة - ثورة 14 من أكتوبر 1963م المجيدة - وأثمرت أربع سنوات من النضال التحرري لأعظم ثورة في الوطن العربي بعد الثورة الجزائرية هذا الاستقلال الناجز، تشهد بذلك الوثائق الأجنبية وخاصة الإنجليزية التي رصدت وقائع سنوات الجمر الأربع من الكفاح والنضال والتضحية والاستشهاد والدموع والمعاناة، وصولا ليوم الاستقلال العظيم، رغم المؤامرات التي تعرضت لها مسيرة الثورة والدسائس البريطانية والتدخلات الخارجية.

يحق لأجيال اليوم من أبنائنا وبناتنا أن يفخروا بما صنعه ٱباؤهم وأجدادهم من أسطورة الثورة والاستقلال.

ولا يجوز أن ننتقص من تاريخ ثورتنا واستقلالنا بحجة ما دار من صراع بين الثوار والتصفيات التي لا تسأل عنها الثورة كمنجز اختاره الشعب بإرادته ولا الاستقلال الوطني باعتباره نتاجا لتضحيات ليظفر بالأخير فرض إرادته على أعتى دولة استعمارية وأكبرها في العالم. وإنما المسؤول عن تلك الدورات الدموية أشخاص بعينهم، وضمن سياقات داخلية وخارجية ساعدت على ذلك.

ولكن لا يجوز أن نغمط من صنعوا هذه الأحداث الوطنية أدوارهم و مٱثرهم، ونعمل على طمس ٱثارهم، وهم الذين حملوا أرواحهم في أكفهم من أجل قضية شعب ووطن عادلة.

كما لا ننكر ما تم من إنجازات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في كافة المجالات، بما في ذلك بناء الإنسان وتخريج مئات الآلاف من الكوادر المؤهلة، وبناء مؤسستي الجيش والأمن، وفرض سلطة القانون، وجعل العمل والتعلم أولى واجبات الدولة تجاه مواطنيها.

إننا نقترف خطأ تاريخيا عندما نحاكم الثورة بأثر رجعي منظور الرؤية السائدة اليوم بعد أكثر من نصف قرن من الثورة والاستقلال.

تحية إجلال وإكبار لكل مناضلي الثورة والاستقلال من مختلف الفصائل والتنظيمات السياسية والحزبية وعموم المواطنين.

ونترحم على الشهداء منهم، ونحث الدولة والمسؤولين اليوم على الاعتناء بتسر هؤلاء الشهداء وإعالتهم كما ينبغي، والالتفات إلى البقية الباقية من هؤلاء الثوار لتكريمهم التكريم اللائق، ودمج مٱثر الثورة في كتب التاريخ المدرسية، لكي تظل الأجيال متصلة ومعتزة بمناقب الآباء والأجداد.

والتحية لشعبنا العظيم في هذه المناسبة الغالية.