آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

فإمساكٌ بمعروف أو تسريح بإحسان

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - الساعة 10:36 ص

هبة العيدروس
بقلم: هبة العيدروس
- ارشيف الكاتب


 

آية عظيمة تعلّم كل رجل الأخلاق الفاضلة التي يجب أن تكون عليه علاقته بامرأته / زوجته بموجب عقد زواج شرعي قائم على كتاب الله وسنة رسوله..

من واقع عملي لسنوات ليست قليلة ، وردت عليّ اشكال وأنواع من القضايا الأسرية بمافيها الزوجية..
ونظرا" لحالات كثيرة قدمت فيها استشارات مجانية لنساء تمكن من معالجة مشكلاتهن، لكن ما كان يحز في النفس هي الأساليب المختلفة لبعض الأزواج الذين يمارسوها تجاه زوجاتهن بعد استحالة استمرارها دون مشاكل ، لذلك وددت أن أوجه رسالة لأولئك الرجال لعلهم يعيدون التفكير في سلوكهم مع زوجاتهم عند وصولهم لجدار سد في استمرار الحياة الزوجيه معهم..

لماذا تنتهي بعض العلاقات الزوجية نهاية كارثية؟!
هل يجب أن تنتهي بشكل سيء، ويغادر كل طرف الآخر وهو يحمل في قلبه آلام نفسية تؤثر على جوانب حياته كلها ؟! 
لماذا عندما يدرك كل طرف أن حياته مع الآخر أصبحت ليس كما يريدها الطرفان أن يناقشا معا" الأسباب التي اوصلتهم لذلك وإذا يمكن استمرارها بتقديم تنازلات مشتركة أو لا ؟ 
وفي حالة وصل الطرفان أو أحدهما إلى قرار استحالة الاستمرار أن يحترم الآخر قراره و يتم التفريق / الطلاق بدون مشاكل وتدخلات الأسر والشوشره..

مهم جدا أن يعمل طرفا العلاقة الزوجية على بقاء الاحترام بينهما سواء كان هناك أولاد أم لا، وإن كان هناك أولاد يفترض أن يكونا أشد حرصا" على ألا تؤثر خلافاتهما على أولادهما،  لأنها ستبقى في أنفسهم وتطفو للسطح عندما يصلون لمرحلة البلوغ ..

الحياة مليئة بالمشاكل، لكن نحن من نختار كيف نعالجها ، وكيف نبحث عن الاستقرار والاستمرار ..

الحوار والتفاهم والتفكير وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار سيجعل كل مشكلة تنتهي بأقل الخسائر مع الحفاظ على العلاقات الانسانية ودون اساءة عميقة للذات واكمال الحياة بشكل طبيعي وسوي ..

اعتبروها دعوة لمراجعة الذات لدى الأزواج ..
لا تمسك زوجتك وأنت تتسبب لها بضرر نفسي كل يوم بقصد وغير قصد، لأنها لم تعد تلك التي كانت قبل أن تستمر أنت بدق مسمارك كل يوم في قلبها وعقلها. لا تمسك زوجتك وهي تطلب منك أن تفك قيدها، لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار في هذه العلاقة. لا تمسك زوجتك وأنت لا تستطيع أن تنسى لها خطأ رغم تصريحك بفتح صفحة جديدة معها لكنك لم تستطع. لا تمسك زوجتك وأنت تريد تغييرها لتصبح كما تريدها وتخسرها نفسها، لأنك ستصحو ذات يوم لترى امرأة مختلفة لاتعرفها ولا هي تعرف نفسها. لا تمسك زوجتك لغرض الانتقام لرفضها الاستمرار بالحياة معك..

كم هي عظيمة هذه الآية التي تربي على الاخلاق والقيم الانسانية الراقية ..
لذلك ..
كن رجلا" واحتفظ بذكرى طيبة لزوجتك، وعزز شعورها باحترامك حتى بعد الفراق ..
ترك الأثر الطيب جل مايبقى بعد الرحيل ..

سلام على من يريدون السلام ..

تحية وتقدير لكل زوج ..
يتحمل مسؤوليته ويحترم ويقدر زوجته والحياة الزوجية .