آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:09ص

الثلاثون من نوفمبر دروس وعبر

الأربعاء - 30 نوفمبر 2022 - الساعة 06:27 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوم عظيم في ذاكرة الشعب اليمني ، بعظمة الانتصار الذي تحقق برحيل المستعمر البريطاني من جنوب الوطن ، بعد سنوات من النضال والكفاح ، مازالت ذكراها عالقة في أذهان اليمنيين كواحدة من أبرز المحطات الثورية في تاريخ اليمن الحديث .

ما بين الطلقة الأولى التي فجر

شرارتها شهيد أكتوبر المجيد المناضل راجح غالب لبوزة في ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م ، وبين يوم إعلان رحيل آخر جندي بريطاني في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م سفر ثوري مجيد ، نحتفل به كواحد من أبرز الأعياد الوطنية على أرض اليمن الواحد .

لقد شارك أبناء اليمن قاطبة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وتكويناتهم من الفعاليات الشعبية طلابية ونسائية وعمالية ونقابية ، من كافة مناطق اليمن ، في الكفاح والنضال الثوري ، في كافة ربوع اليمن متمثلين واحدية الهدف والمصير المشترك ، فالشهيد عبود الشرعبي الذي دفع روحه ثمنا لخلاص جنوب الوطن من الاستعمار ، ما هو إلا نموذج واحد من آلاف النماذج ، من أبناء اليمن شمالا وجنوبا ، تسابقت لتسكب دماءها الطاهرة ؛ لدحر عهد التخلف الإمامي والاحتلال البريطاني اللذين كانا وجهين لعملة الاستبداد الداخلي والخارجي الذي سحقه اليمنيون بتضحياتهم الزكية  .

إن البيان الذي ألقاه المناضل قحطان محمد الشعبي ، معلنا فيه رحيل المستعمر وتحرر جنوب الوطن منه ، أكد على الإيمان بوحدة اليمن الطبيعية ، وهو ما يؤكد أن اليمن مهما اعترته من عوامل طارئة ، تنال من هويته وواحدية انتمائه إلا أن عمقه الحضاري ، يتغلب قدرا ومصيرا على كل تلك العوامل الطارئة ، وخلفه كل أبناء اليمن الأحرار .

 نحتفل بالعيد الخامس والخمسين لجلاء المستعمر البريطاني ، في هذه الفترة العصيبة التي تمر على وطننا نتيجة الانقلاب الحوثي ، وما نجم عنه من ضرب للنسيج الوطني ، وإفساح المجال للنتوءات اللاوطنية للظهور ، وهو ما يستدعي من كل اليمنيين الأحرار أن يحشدوا كل الطاقات ، ويضعوا كل إمكانياتهم وقدراتهم رهن معركة الوجود اليمني الكبرى ضد فلول الكهنوت الإمامي ، وقطع الطريق أمامها وامام أي مشروع ظلامي يريد تقزيم اليمن وعودته للوراء .

#عبدالواسع_الفاتكي