يسعدنا أن نهديكم في هذه الحلقات بعض إشارات وومضات متنوعة عن حضرموت الأرض والإنسان .. وقد جعلتها في عناوين جانبية بسيطة حتى تكون خفيفة على فهم القارئ ووقته .. كي لا تستدعي السآمة أو الملل.
● سقطرى الساحرة :
كلنا يعرف ( سقطرى ) الجزيرة الساحرة .. هذه الجزيرة صنفتها صحيفة الـ ( نيويورك تايمز ) في العام 2010م كأجمل جزيرة في العالم ..
وهي عبارة عن أرخبيل مكوّن من عدة جزر تقع في المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن .. وهي أكبر الجزر العربية ..
ما لا يعرفه الكثير أن سكان سقطرى تعود أصول بعض عشائرهم إلى ( حضرموت ) وهناك عشائر أخرى لها أصول إلى مهرة بن حيدان وقبائل حميرية وبعضها لها أصول مرتبطة بسلطنة عمان.
● الوسطى .. في حضرموت :
تقع المدرسة الوسطى بغيل باوزير بحضرموت .. وأصلها حصن بُني في العام 1882م وسُمي بالحصن الأزهر ..
وقد احتضن هذا الحصن مرحلة تعليمية شهيرة وتخرج منه كثير من قامات العلم والسياسة وفى شتى الميادين .. واستمرت الوسطى في رسالتها إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي ثم هي اليوم مركز ثقافي للأنشطة الثقافية والاجتماعية.
● العثمانيون وموانئ حضرموت :
جاء في [ تاريخ الدولة العثمانية ] للدكتورعلي الصلابي : ( ... وتحرك "سلمان باشا" باسطوله ليستولي على بعض الموانئ العربية في حضرموت ومنها "الشحر" و"المكلا" واجتاح ساحل الحبشة، وسواكن ومصوع على الجانب الغربي من البحر الأحمر 964هـ ـ 1557م.
وقد ظلت اليمن في فترة خضوعها للحكم العثماني (1538-1635م) تنازعها قوى العثمانيين والأئمة الزيدية، فالعثمانيون لم يستطيعوا أن يضمنوا سيطرة حقيقية على البلاد نتيجة لحركة المقاومة التي تواجههم ..
واستفاد العثمانيون من وجودهم في اليمن فقاموا بحملات بحرية الى الخليج بقصد تخليصه من الضغط البرتغالي ).
● نصيحة حكيم حضرمي :
نختم بهذه القصة الجميلة .. فقد جاء في التذكرة الحمدونية لابن حمدون :
( قال محمد بن صفوان الضبي : كنت أقوم على رأس سليمان بن عبد الملك، فدخل عليه رجل من ( حضرموت ) من حكمائهم، فقال له سليمان: تكلّم بحاجتك ..
فقال : من كان الغالب على كلامه النصيحة وحسن الإرادة أوفى به كلامه على السلامة، وإني أعوذ بالذي أشخصني من أهلي حتّى أوفدني عليك أن ينطقني بغير الحقّ، وأن يذلّل لساني بما فيه سخطه عليّ ..
وإنّ إقصار الخطبة أبلغ في أفئدة أولي الفهم من الإطالة والتشديق في البلاغة، ألا وإنّ من البلاغة يا أمير المؤمنين ما فهم وإن قلّ، وإني مقتصر على الاقصار مجتنب لكثير من الإكثار.
أشخصني إليك والٍ عسوف ورعية ضائعة، وانك إن تعجل تدرك ما فات، وإن تقصّر تهلك رعيتك هناك ضياعاً، وها فخذها إليك قصيرة موجزة.
فقال سليمان : ادع لي رجلاً من الحرس فاحمله على البريد وقل له : إذا أتيت البلاد فلا تنزل من مركبك حتى تعزله، ومن كانت له ظلامة أخذت له بحقّه.
ثم أمر للحكيم بمال فأبى أن يقبل وقال : إني والله يا أمير المؤمنين أحتسب سفري على الله عزّ وجلّ، وإني أكره أن آخذ عليه من غيره أجراً.
قال : انطلق بارك الله عليك. فلما ولّى قال سليمان : ما أعظم بركة المؤمن في كلّ شيء.
ـ وحتى لا يطول بنا المقام .. نلقاكم في معلومات مفيدة أخرى عن حضرموت الأرض والإنسان .. فإلى الملتقى ومع أطيب المُنى.
