لمحافظة أبين مكانة خاصة بين محافظات الجنوب الست.. فهي تقع في المنتصف منها.
فأبين حاضرة في كل منعطف تاريخي يمر به الجنوب.. ولها الكلمة الفصل في مجريات الاحداث في الجنوب ولها الصدارة في المشهد السياسي بلا منازع.
ابين سباقة الى الفعل الثوري ولها بصماتها الواضحة في سجل تاريخ الجنوب..
ففي العهد الماضي كانت ابين مركزاً للاشعاع العلمي في زمن السلطنات والمشيخات انذاك..
حيث انشأت مدرسة متوسطة في زنجبار ألتحق بها بعض ابناء تلك السلطنات في زمن انعدام الصروح العلمية في الجنوب خارج عدن وذلك لينهلوا من العلوم والمعارف فأصبحوا فيما بعد قيادات سياسية على مستوى الوطن.
وفي نضالات الجنوب ضد المستعمر البريطاني كان لابناء أبين الدور الابرز في جبهات النضال الى جانب اخوانهم الثوار من كل المناطق الجنوبية.
وبعد انتصار الثورة الاكتوبرية كان لأبين حضوراً فاعلاً في المشهد السياسي فقد تتابع علئ كرسي القيادة الرئاسية في الجنوب ثلاثة رؤساء من ابنائها.
واليوم أبين تجدد التاريخ والريادة باستضافة احتفالات شعبنا بذكرى الاستقلال الوطني في الـ 30 من نوفمبر 1967م المجيد ، يوم اشرقت فيه شمس الحرية على ربوع الوطن الجنوبي من اقصاه الى اقصاه..
وكانت كلمات الشاعر العدني لطفي جعفر امان ترسم صورة رائعة لذلك الاشراق البهي حين عبر عنه بقريحته الشعرية الرائعة قائلاً :
على أرضنا.. بعد طول الكفاح
تجلى الصباح.. لأول مرة
وطار الفضاء رحيباً رحيباً
بأجنحة النور ينساب ثره
وقبلت الشمس سمر الجباه
وقد عقدوا النصر من بعد ثوره.
اليوم تجدد ابين تميزها بالصدارة والريادة فتقيم الاحتفال الكبير بذكرى الجلاء في عاصمتها زنجبار باشراف ابنها البار *محمد احمد الشقي* رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بابين لتثبت أبين مجدداً مركزية دورها القيادي في محافظات الجنوب وقد وضعها القدر في القلب من المحافظات الست فهي الرابط بين المحافظات الشرقية الثلاث ( حضرموت والمهرة وشبوة) وبين المحافظات الغربية ( عدن ولحج ) وهي الثالثة..
فصارت مركز محافظات الجنوب جغرافياً وتربعت على هرم السلطة سياسياً .
واليوم تجمع المحافظات الست في احتفالية الذكرئ ال 55 ليوم الجلاء.
انها ابين القيادة والريادة مع عدم الانتقاص من دور اخواتها المحافظات الاخرئ فكل محافظات الجنوب لهن تاريخ مجيد وحاضراً مشرق في سفر الثورة والنضال الدائم لصناعة حياة كريمة تليق بالارض والانسان والحياة.
