آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-01:35م

المواطن .. مؤسسات الدولة هل هي موجودة ؟

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 08:05 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


ان تدمير اي مؤسسة حكومية لا يحتاج الى دبابات او طائرات  او تهديد للموظفين ، بل يحتاج الى مسئول او مدير  او موظف  فاسد فقط  ، لان تدمير مؤسسات الدولة و تاريخ وثقافة الامة على يد هؤلاء الفاسدين مضمون 100% .

في التاريخ اليمني يقال ان سكان مملكة سبأ لم يتوقعوا  ان فأر سيدمر سد مارب ، وهكذا عندما يحدث شيء غير عادي في دولة ما على سبيل المثال : انعدام مادة البترول او انقطاع التيار الكهربائي على الصعيد الوطني ، فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو هل كان من الممكن توقع ذلك ومنعه ؟  ،فغالبًا ما يكون  الـــ "غير متوقع" متوقعًا ، إن لم يكن من قبل الجميع ، لقد تحدثوا وكتبوا وحذروا ، لكن الدولة لم تتفاعل مع هذه الإشارات و في هذه الحالة يقال إن مؤسسات الدولة "لا تعمل" أي إن المسئولين فيها لا يستمعون إلى المواطنين  ولا ينوون الاستجابة لإشارات المجتمع .

المستوى التعليمي للمسئول او  المدير او القائد مهم للغاية ، كذلك  مؤهلات الموظفين الذين  تحت ادارتهم ليست أقل أهمية ، لكن اذا كنت في اليمن لا تتعجب اذا زرت إدارة في مؤسسة حكومية  و وجدت ان بعض المسئولين والمدراء  لا يحملون شهادات علمية او لديهم شهادات مزيفة وجميع الموظفين في الادارة يعلمون ذلك بما فيهم المسئول الاعلى للمؤسسة ، كذلك لا تتعجب ان عرفت ان بعض الموظفين  يحصلون على رواتبهم بانتظام  وعليهم انقطاعات عن الوظيفة لسنوات .
في المحافظات المحررة لا تسير الامور  الادارية بالطريقة الصحيحة  ، والسبب يعود الى سيطرة بعض الجهلة على مناصب عليا  تم خصخصتها وتحويلها الى ملكية خاصة لهم لا يجوز الحديث عنها  او الاقتراب منها ، يحيطون  انفسهم بفريق  من الاشخاص المفضلين ، وحتى تكسب ود هذا الكائن الغريب من البشر عليك ان تنضم الى فريق المطبلين  له او مجابهة مجموعات تابعه له من الفاسدين والمستفيدين منه .

الاداريون الفاشلون يملئون مؤسسات الدولة  بالرغم من عدم امتلاكهم لأي  روئ مستقبلية ، وفوق هذا ينالون  الترقية في الوظيفة من سرقة أفكار وإنجازات الاخرين ويتربحون منها  ،  لان مجهودهم و اهتماماتهم يتركز على النتائج المادية و مقياس النجاح لديهم هو الأرباح المالية  ، يضعون قواعد عمل لا يحترموها هم انفسهم  مثل الغياب و التأخير عن الدوام .

للأسف عملية تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية من قبل بعض الفاسدين  تتم  بوعي و بغير وعي  وهذا  أعظم شر ، وبسبب  هؤلاء التعساء اتضح أننا نتقدم حتى على افغانستان  من حيث الفقر والتخلف والمرض .