آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:15ص

نوفمبر .. استباح وطنك الجهلة

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 11:41 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


 

لقد عرف اغلب الشعب إن كلمة استقلال كانت شعارات فارغة يراد منها التسلط ؛ من قبل فئة الجهلة التي قضت على العقلاء وإلمتنورين الذين يحملون الأفكار لبناء الدولة على مراحل من تاريخ دولة الجنوب وكانت عصابات الجهل المختلفة بعيدة كل البعد عن كلمة التحرر ...
كانت الجنوب محتلة من قبل بريطانيا وعُرفت تلك الحقبة التاريخية بالاحتلال .
فهل هناك اقسى من الاحتلال؟
وهل من استلم الحكم بعدها كان مثلها؟
او اقسى منها؟
ان هذا شبيه بالص يستلم من لص، وشتان بين اللص الغني والذي يتقن مهارة اللصوصية ، وبين اللص الفقير الجاهل!
فأين التحرر الوطني.. ؟
اين الرخاء والمنجزات التي يتمتع بها الشعب؟
والمشكلة أن لم تستحي، ففعل ما تشاء ، وأعلن عن الاحتفال وسُق إليه الحشود من مساكين هذا الشعب ومن ضحايا الكذب المعلب "بغوغاء" الإعلام...
ويحدثونك عن الوطن ، فأخبرهم ان  اغلب الشعب ، يبحث اليوم عن قطعة خبز لعلها تشبع جوعه !
وكيف للجائع ان يسمع أو يرقص ...؟
ومن اين لك تلك المبالغ التي تقيم بها تلك الاحتفالات ؟
وتسوق لها المركبات المحملة بالمحتفلين من أنحاء متفرقة !
لسنا هنا ضد تيارات أو أيديولوجيات بعينها؛بينما نبين الخطأ الذي لابد أن لا نكرره!
نعم كانت ثورة شعب تم سرقتها من قبل الجهلة حين وقع السلاح بأيديهم....
وهكذا استمرت الشعوب المغلوبة في عالم الانقلابات العسكرية الجاهلة بسلطات لم تقف فيها حركات التصحيح العبثية، التي لم يرى الشعب منهما غير الألم والانين وفقدان الثقة فيمن تزعم البلاد . فخرجت الناس أفواج تبحث عن لقمة العيش في بقاع الأرض ومنهم من يموت على حدود البلدان (الرجعية) ومنهم من يسقط بين امواج المحيطات ...
ومنهم من يتمكن من الوصول، ويعمل في الدرجات الدنيا الحقيرة دون حقوق ، وحين يصلون في سن متقدم،لا يواكب سوق العمل ؛وجدوا أنفسهم عبء على ذواتهم واتجهوا نحو أوطانهم الممتلئة بفساد الجهلة ، و مجتمع مسلوب الحقوق يعيش الكدر والضيق فزادهم ذلك حزنا وكبد ...
ان الاحتفالات بالعيد الوطني(الذي عاد الشعب فيه الكرامة) بقطعة قماش تعلق وصور تلصق ؛كان الاجدر أن توزع الرقيف الذي أصبح هم الكثير ؛لكنها مصلحة أشخاص في أشخاص يتم فيها تسويق بعضهم البعض كثوار وأمناء للبلاد...
ان الضحك على أمة باكملها لم تذق طعم الحرية والكرامة في ارضها منذ عقود حيث لم يحققوا اي هدف من أهداف الثورة !{للأسف في ثورة الشمال وثورة الجنوب}
بل لقد صار الإستقلال استغلال... 
فكيف للعاقل ان يحتفل وهو ينظر لمن يحكمه يتمتع بأموال وشركات وعقارات وسيارات عجز عن شراؤها أشخاص ببلدان غنية؟
كيف أحتفل وأبناء من يتشدق بالثورة ومن نصب نفسه من حرّاسها؛ يدرسون ويتعالجون ببلدان العالم الاول(المستعمر) !؟
كيف يحتفل شعب وهو مهضوم الحقوق؟ ولم يرى خيرات هذا العيد على امتداد السنوات العجاف الخاليات ؛ سوى الاغاني والاناشيد والتصفيق والنهيق المدفوع مسبقاً ،والعجب العجاب أن الاحتفال يقام تحت قناديل متهالكة تضئ أنوارها الركيكة من - ماطور - كهربائي "سفري" أو من بطاريات السيارات المستعملة ، ومن خلفهم شوراع المدينة وبيوت الشعب تعيش في الظلام دون كهرباء وتتفجر المجاري بكل حارة، والخدمات اغلبها منعدمة..  
حيث لاوجود للماء والكهرباء والتخطيط الحضري كما يظن الشعب، أن الثورة هي القادرة على وضع النقاط على الحروف...
 كيف احتفل والتعليم متدني؟
كيف احتفل والبيئة ملوثة؟
كيف احتفل ومرافق الصحة التي بناها المستعمر تسكنها الكلاب والقطط والفئران والصراصير؟
كيف احتفل ؟ وقطاعات كبيرة من الشعب تعيش على الاعانات والصدقات ...
ان المحتفلين بالاستقلال من بريطانيا لو سألتهم عن اي بلد يريدون !؟ سيجيب الجميع ومن يرقص [بيوم النصر الاكبر] أنهم يتمنون ان تمنح لهم فيز دولة الاستعمار للهجرة إليها ،،،أنها مفارقات عجيبة...
كيف نعيش حياة الرغد؟ وذلك الجاهل هو من يقف على خشبة المسرح،وهو من يخاطب الجماهير ويقودها ...
ونسي أن تحته إلمتنورون بالعلم والمعرفة والخبرات التي تستطيع أن تدير شؤون الوطن .
لقد نال الوطن من الجهلة، الجرح الدامي الذي لم يلتئم ولم يجد العلاج الذي يشفيه حتى الآن !! 
كان يمكن لو حكم البلاد من أطلق عليهم "الخونة" ان يخرجون البلاد إلى شاطئ الأمان والسلامة والتنمية المستدامة .
نعم لقد ترك( الانجو سلاطيني )منشأة عسكرية وتعليمية وصحية ،وحين وصل الجهلة اتخذوا  من منازل السلاطين والأمراء مرافق حكومية ايضاً!
فماذا قدم الجهلة غير عمارات معدودة ومرافق على عدد الأصابع على امتداد حكمهم!
بل لم يتركوا من اتجه نحو عجلة التنمية.
بقصد انهم يدافعون عن الثورة ، ويذكرون الطامعون أن هناك شعب مستيقظ !
لقد استباح الجلهة "الجنوب" وكانت نهايتها ان سلموا بلاد بكل مافيها من إدارات كانت تصارع البقاء على ما ألم بها منهم ، وسلموا البلاد والعباد كلها وبدون ضمانات لنظام صنعاء الذي لايعرف من الدولة غير إسمها....
وكما غرس اعلام الجنوب التي ترفرف في سماءه بدم الرجال المخلصين ...
انزلوه الجهلة في ـ 22 مايو 1990 ـ 
لقد قتلوا احلام الشعب وأقاموا محاكم التفتيش ...
واليوم بقدرة قادر 
يضعون أيديهم في أيدي المحرمات على الشعب (الخيانة,العمالة،الرجعية) 
باعوا الجنوب ،أرض وإنسان ، وشروه بثمن بخس دراهم معدودة، 
ولم يكونوا فيه من(الزاهدين) .
لقدآمن الناس بالثورة ضد الاستعمار وانطلقوا إلى الساحات وهتفوا من على المنصات وكتبوا في الجدران الشعارات المحرمة وحملوا السلاح ودفعوا الثمن الغالي ؛ كل هذا سمعناه عن الحقبة المؤلمة للاستعمار،و التي عاشها الآباء وواجوا آلة القمع التي لم تثنيهم عن النضال بصدورهم العارية،وبطونهم الجائعة .
قالوا للعالم أنهم شعب محب للحرية والحياة ورسموا خطوطا عريضة للدولة التي سيقيمونها ، دولة العدل والحريات والمواطنة.
ومع طول الكفاح [تجلى الصباح لأول مرة]الذي دفع الشعب ثمنه وضحى في سبيله بالغالي والنفيس ينتظر يوم جديد تشرق فيه شمس الحرية !
ينهار الاستعمار امام الشعب العظيم الصامد الصابر المكافح، وتهاوت ثكناته وبات "الجنوب" خالي من الاحتلال ومخلفاته...
هنا تحقق النصر الاكبر يوم ال30 من نوفمبر 1967م !
وبينما كان المتنورون المناضلون يرسمون الخريطة السياسية للبلاد اذ بالجهلة يطلّون عليهم من النافذة معهم سلاح "المستعمر" الذي تركة كما ترك "عفاش" الجيش والسلاح للحوثة هنا وضع الشعب يده على صدره ،
ينتظر صنوف من المعاناة ، وصابر لعل الايام تلد احرار مثل من صنع نوفمبر. 
ان الوطن الذي قتلته الشعارات واستباح جهلته دماء خيرة ابنائه وضاع بالمزايدات ! 
ينتظر من أبنائه اليوم قبل غد التلاحم نحو بناء وطن خالي من الشعارات الفارغة والتخوين ...
ويضع اول لبنة في بداية الطريق ـ نحو تحقيق التعايش على كافة السبل، ويزيل "الران" عن أهداف الثورة ،الذي يتمنى الشعب أن يراها تتجسد في الواقع !
ولا نكون مثل [ما يفعله الأعمى بعد أن يستعيد بصره ، يتخلص من العصا التي كانت سنده الوحيد ..]