آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:51م

صحيفة عدن الغد ٠٠ رحلة عطاء !

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 10:31 ص

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


من دون وصاية ولا إملاء ، وفي حالة نادرة وبتحد وإيمان عميق ورحابة أكثر صفاء ومتانة ، نجد أن صحيفة عدن الغد ، هي من أكثر الصحف الوطنية  تداولاً ، فهي رسالة سمو ، توافرت لها شروط التسامي ، فحافظت على شخصيتها العصرية المنفتحة ، وبدأت مرحلة من التغيير في الشكل والمضمون سعياً لنواح جمالية فريدة ترحيباً منها بدور الصورة بجوار النص كجزء مكمل له في عصر يوصف بأنه عصر الصورة المصورة للإبتكار الإعلامي ، وتأكيداً للطابع السجالي التي تميزت به *!*

لقد احترمت صحيفة عدن الغد قارئها فبادلها ذلك بالثقة ، وتعامل معها كمرجعية ثقافية عامة ، وهذا أقصى ماتطمح إلى تحقيقه أي مطبوعة ورقية ، خاصة وأنها تخاطب خليطاً من الثقافات والموروثات المتنوعة والعقليات بلغة واحدة ، لهذا فقد نجحت في  طرح صيغة جديدة لكل القُراء وأصبحت جزءاً من شخصية المثقف المميز ٠

كذلك استطاعت صحيفة عدن الغد في رحلتها جعل الجغرافيا مادة محببة عبر التحقيقات  والإستطلاعات المصورة الغنية بالمعلومات المفيدة للقارئ في تعريفه بالمعالم البارزة والمخفية من ندوب الخارطة الإدارية للدولة *!*

إن مراجعة دور صحيفة عدن الغد لواقع الصحف اليمنية تبين حجم مساهمتها في الإنماء المعرفي ، وهو دور لايقل أهمية عن دورها في الكشف عن مكامن الإبداع الثقافي ومنحها حقها في الإعلان عن تواجدها على الساحة الإعلامية الملتهبة وفي صدارة المطبوعات الورقية *!*

حقاً إنها ظاهرة تشكل لغزاً ثقافياً في ظل تراجع القراءة وانسحاب كثير من الصحف الورقية إلى روابط إلكترونية ، ودخول وسائل منافسة على خط المهتمين بالمعرفة ، فما بالنا بالقارئ العام الذي هو بطبيعة تكوينه وحدود إمكاناته ، مرشح بجدارة للاختطاف من حقل الثقافة المقروءة والذوبان في حقول الوسائل الإعلامية والمعرفية الجديدة ، التي دخلت بجيلها الثالث في كل هذه الحقول بخفة وسرعة ويسر ٠

أنه اللغز الذي يشكل الأغلبية من جمهور هذه الصحيفة التي يتجاوز عدد نسخها خمس المليون نسخة يومياً ، وكلها إلى الأمام ، فهذه هي معادلة عدن الغد الراسخة ، و الشهادة التي كتبتها لنفسها ويكتبها لها ومعها مواكبون لمسيرتها ومسهمون في رحلتها الطويلة الرائعة *!*

ترى هل كان فتحي بن لزرق رئيس التحرير يحسب أنه يدفع إلى ساح الكلمة بهذه الجوهرة الثمينة ، وهو يواكب انطلاقتها ويعمل على صدورها بالمعنى والأناقة التي ظهرت فيها *؟*

وهل كان يعلم فتحي كذلك أنه يرفع للوطن راية ثقافية سوف تصبح يوماً ما علامة مميزة كالبحر والصحراء والنفط دالة عليه *؟*  

فالأحلام الكبيرة يحققها الكبار وصحيفة عدن الغد حلم كبير حققه فتحي الصحفي الكبير *!*