آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

رحيل آخر العمالقة

الإثنين - 28 نوفمبر 2022 - الساعة 09:05 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


خبر فزعت فيه بأمالي الكذب . لم استجرا على المجازفة بفتح صفحات تدولاته في الفضاء الإلكتروني المفتوح ، وكأنما هناك من سيمنع الاحزان عن فلبي وعن وطني بفاجعة رحيل اخر عملاقته الشعرية  والادبية الدكتور عبدالعزيز المقالح ، شاعر الثورة وعرافها الاولي التي عادة ما تخيفني قراءته العميقة عنها وتصيبني برعب شديد يمنعني من الاقتراب منها الذي غيبه القدر واحسن الخاتمة بالرحيل اليوم الاثنين وهو يوم ذي فضل على العالمين .

و تتسع برحيل العملاق المقالح بوابة الموت في وطني وتفتح شلال لدموع، ولأتقوى على فتح الجراح ولا تضميدها لكنها على استعداد بمواصلة الرحلة والفناء بها ، واستجداء قيمة الكفن من ايران او المملكة او الخليج . 

نحن نعيش حالة من الادمان على موت في الوطن المسجى بالحراب في المحراب بغياب العقول في ظلمات المرحلة، وهي جديرة بالبحث عنها لا عن حلول الضياع، أدركها المقالح بعمق تجاربه في الشعر وفي السياسة والحياة وعبر عن يأسه المطلق في توصيفها او الشفاء منها.

ولا احد يمتلك الشجاعة الادبية لمقالح العصر واديب اليمن وفيلسوفها الثوري الرهيب ، والقدرة على البوح بمعاناة اليمن وتقلبها على اساها من الامامة الى الامامة ، و من الثورة الى الثورة ، ومن الاستعمار الى الاستعمار . ربما نتجاوز مخزون النساء من البكاء على الرجال والابطال والمقالح وامثاله في الاول والاخير منهم، و يحتاجون لطهارة الدم لا الدموع لغسل ذكرى رحيلهم عن الوطن، و على طريق غسل المزيد من الاحزان وفتح الجراح لشمس وملح الحقيقة.

لم اجرؤ بعد على فتح اخبار وفاة العملاق المقالح ولو من باب الفضول في معرفة الافواه الصارخة بوجع الفراق ، والوقوف على قدراتها في التعبير بلسان وطن حزين فقد اخر فلاسفته الشعراء الخالدين بالذكر والشعر في سفر الثورة و الحياة في اليمن .

المقالح ثائر وشاعر من بلادي اليمن ارتقى سلالم المجد والنضال والشعر والعلم والنجاح، وكان مدرسة وطنية جامعة و فريدة في كل مجال وبلا وريث ولا منازع .

رحم الله استاذ الاجيال ومعلمها ومن لي بصنعاء وهي تبكي العبقري المقالح وحيدة فاقدة لدفء كلماته وانفاسه الساخنة في ليلة شتوية باردة .