آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

الجارية والسلطان والوطن.!

الإثنين - 28 نوفمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ﺳﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮق ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺳﻌﺮ 100 ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺷﻤﻮﺧﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭى ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ.

ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﻌﺮﻙِ ﻏﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﻓﺘﺎﺓ ، ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻷﻧﻲ أﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ ﺃﺛﺎﺭ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻓﻀﻮﻟﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺄﺳﺄﻟﻚِ ﻟﻮ ﺃﺟﺒﺘﻲ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚِ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ تجيبى ﻗﺘﻠﺘﻚِ ، ﻓﻮﺍﻓﻘﺖ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ " :ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻮﺏ ﻭﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ﻭﺃﺷﻬﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻓﺮﺍﺵ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ"؟

إﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ : "ﺣﻀﺮﻭﺍ لى ﻣﺘﺎﻉ ﻭﻓﺮﺱ ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓٌ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺣُﺮﺓ ، ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﺋﻠﺔ " :

ﺃﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻮﺏ ﻓﻬﻮ ﻗﻤﻴﺺ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻏﻴﺮﻩ فإﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﻠﺸﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﻒ ،  ﺃﻣﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ﻫﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﻡ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻓﺨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ، ﺃﻣﺎ ﺃﺷﻬﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ، ﻓﺎﻟﺠﺎﺋﻊ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻟﺬﻳﺬ ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﻓﺮﺍﺵ ﻣﺎ ﻧﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﺎﻟﻚ ﻣﺮﺗﺎﺡ ، ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺷﻮﻙ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻚ ، 

ﺛﻢ ﺳﺎﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﻴﺒﻲ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺍﻻﺧﻴﺮ ، ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ : أﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺮ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ، ﺃﺟﺎﺩﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻨﺎﻟﺖ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ !!

ﻧﻌﻢ ﺻﺪﻗﺖِ أيتها الجارية فأﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ هو ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬى ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ.*