آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-12:43ص


مستشارون.. بلا (مهرة)

السبت - 26 نوفمبر 2022 - الساعة 07:33 ص

جهاد جميل محسن
بقلم: جهاد جميل محسن
- ارشيف الكاتب


 

كتب/ جهاد محسن

إذا كثر المستشارين والمسؤولين في دائرة العمل، أعلم أن العمل سيفشل، ومستوى الإنتاج سيقل !!. 
نحن في اليمن مشكلتنا إننا فهمنا المسؤولية على أنها (هنجمة شكلية) ليس إلا.. أريكة مريحة نتكئ عليها، ومكتب أنيق نتباهى به، ونلتقط الصور من خلاله، وراتب مجزي نتقاضاه وهو يفوق أضعاف ما نقدمه ونستحقه.
لدينا شخصيات شاطحة.. وعقول خاوية.. وأنماط من مسؤولين فهموا المسؤولية على أنها فرض هيمنة !!.. البعض صعد إلى هرم المسؤولية والاستشارة بشهادة مزورة، والأخر منحت له كدرجة تشريف لا تكليف، والكثير منهم تقلدوا المسؤولية من باب الوساطة لا من مبدأ الكفاءة، وهذا النوع الأخير هو الأكثر غطرسة وغرور، والأكثر زعما بالمعرفة المصطنعة في مهام الأشراف والإدارة، وهو كثير التدخل في عمل الأخرين.
هناك من يستعرض فلسفته في الكلام أكثر من العمل، والأخر يحاول إقناع الجميع بقناعاته الخاصة بأنها عين الصواب، وهناك من يريد فرض أوامره دون فهم، وهناك من وضع مستشارا في مجالات ليست تخصصه، والأسوأ من ذلك أن ترى هناك من هو منشغلا بمراقبة عمل الآخرين، وشاغله الشاغل التدخل في كل واردة وشاردة، مع علمه أنه لا شغل ولا (مشغلة) له غير الكلام الكثير، والتعقيب على أي عمل أو فكرة تقدم له، فالمهم أن يشغل في نظر نفسه أنه مستشارا ومسؤولا، يمارس عمله (بفلسفة زائدة)، وتقديم الاستشارات التي لا تنفع أحد، للأسف إنهم مستشارون لا يستشارون!!، كثيروا الكلام قليلو العمل. 
هناك من ركب الموجة من حديثوا التجربة ونجحوا في تولي المواقع المرموقة وأصبحوا يفرضون أنفسهم على أصحاب الخبرة والتجربة نفسها، وبأسلوب النعرة الاستعلائية التي يحاولون من خلالها تجاوز سنوات وخبرات من سبقوهم في العمل والتخصص.. إنها شطحات مرحلة نشوة سرعان ما ستنتهي !!. 
ريتنا تعلمنا وفهمنا كيف تدير بقية الشعوب الناجحة حياتها بلغة الفهم والمعرفة والعلم، واحترام ما يقدمه الآخرين من مهام، بل وتحتهم على العمل والإبداع.
أما نحن فالدينا الكلام الكثير هو كل العمل، لذلك نحن متناحرين ومتأخرين.. وسنبقى فاشلين طالما والمستشارين طامتنا.