آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:31م

انصفوا نجاح كلية المجتمع عدن يا سادة!!!

الخميس - 24 نوفمبر 2022 - الساعة 01:46 م

د. امين العلياني
بقلم: د. امين العلياني
- ارشيف الكاتب


كنت كأحد الناس عاديا حين سار بي القدر يوما إلى أن حضرت مشاركا في ندوة علمية داخل الكلية، وصرت معجبا عما رأيته فيها من عمل مبهر وانسجام رائع ماثلاً واقعيا ونظاما تعليميا يحظى براعية واهتمام من عمادة الكلية ووعيا طلابيا يسر الزائرين،  بهذا كان علي واجب أن أكتب أو أنقل ما رأيت وأقول ذلك بشيء من الجرأة دون محاباة أو مجاملة لأحد أو خوف من أحد، لأني بالأخير  لا مصلحة لي بأحد،  وما دام والأمر سارب في طريق الحق الذي يتمثل في قصة نجاح مؤسسة علمية مهنية تسمى كلية المجتمع عدن التي صارت مؤخرا محل تجييش اعلامي أقدر أن افسره وأعيد أسباب ظهوره إلى ولاءات صنعتها  فاقات الطمع لا العمل وان كانت تعلل بمسميات وألفاظ ومصطلحات تعزى الى حجج وتبريرات لكنها في أغلبها مناكفات تحاول في مجملها  النيل من نجاح العمادة  مكانة الكلية وهيبتها وقصة نجاحها على أقرب تأويل.  

يا سادة ،،، كلية المجتمع عدن حالة فريدة وتمثل قصة نجاح بالخط العريض تحسب لعمادتها وهيئة التدريس فيها ،، يجب أن يستفاد منه وتطويره في منشآت تعليمية وتربوية أخرى.  

بداية منذ دخولي بوابة الكلية وجدت حراس يلبسون لباس عسكري بين الرمادي والأزرق المرقش تتبع كما يبدو حراسة المنشآت من خلال لباسها لكنها بأمانة منضبطة باجراءاتها واخلاقها وتتسم بالصرامة في أفعالها، لا تستطيع أن تدخل بوابة الكلية كنت من تكون إلا بعد أن يؤذن لك من قبل عمادة الكلية وبفضلهم تجد مزرعة الكلية وممتلكاتها في أمان .  وبعد أن أذن لنا الحارس بعد أن استأذن بالسماح لنا بالدخول من قيادة الكلية، وصعدت أنا وهو الدرج الى مكتب النائب للشؤون الأكاديمية وتعرفت على دكتورة تمتاز بالحرص والشدة ومتابعة المعلمين، سألناها عن العميد قالت: في قاعة المؤتمرات، وجلسنا نسألها عن بعض ما رأينا في الكلية من نظافة ومزرعة محاطة بالكلية،  واستمعت منها إلى شرح مفصل عن عدد المعلمين والطلاب وعدد الاقسام العلمية وعندما سمعت ذكرها لعدد الطاقة الاستيعابية من الطلاب رأيت أنه عدد يبعث على التساؤل ، الذي تخمر في بالي كيف وصلت هذه الكلية إلى هذا العدد الذي يعزز من مكانتها في رغبة الطالب في الاقبال عليها  وجعل وثقة المجتمع بها ومباشرة فسرت هذا الموضوع أن الطالب لا يثق بالمؤسسة والإقبال عليها إلا لثقة كفاءة الإدارة التي تتحلى بها عمادة الكلية من خلال الضبط والحرص والجودة والسمعة والتخصصات العلمية التي تناسب وحاجات سوق العمل. سألت بحرص ، كم معكم مختبرات عملية للحاسوب قالت:  اعداد كافية وشرعت بالقول:  وقد اضاف العميد مختبرين جديدين  للحاسوب ومعمل الجرافيت وسؤال وجواب،  عددت لي ما لا اقدر ذكره من الإنجازات خلال ثلاثة أعوام متتالية.    

نزلت الى قاعة المؤتمرات وجدنا شخص لا تراه إلا مبتسماً، ولا تجده إلا مجهداً، يعمل بجهد عالٍ، ولا تراه إلا راضياً، ومبتسماً، هذا هو الدكتور علي العلقمي الذي لم تكن تربطني به أي علاقة، غير أننا موظفون في جامعة عدن. 
بعد أن رأيت القاعة ما فيها من تأثيث حديث ومكيفة باحدث الأجهزة ، سألت العميد : كيف تم تجهيز القاعة وكم كلفتكم ، ذكر لي أمور كثيرة ومن مما اذكر، دعم رئيس القيادة المحلية في محافظة عدن آنذاك البروفيسور عبد الناصر الوالي ومدير عام مديرية دار سعد الجباري الذي بالأمانة كان سند قوي للكلية ولا يبخل بشي اذا أحس أن الكلية بحاجة له. وذكر لي  بالقول: تعرفت عبر بعض الأشخاص على بعض رجال الخير وما قصروا في دعمنا إلى جانب ما تحصله الكلية من إيراداتها الداخلية وحسيت من صدق كلامه أن الميزانية المعتمدة من الوزارة لا تفي ديزل مولد الكلية لشهر واحد ولا اي التفاتة من الوازراة البتة..   
بأمانة وجدت الدكتور عوض العلقمي ذلك الموظف الأنموذج، الموظف الذي يعمل ولا ينتظر الثناء من أحد، همه الأول والأخير هو خدمة كليته من خلال إنجاز ما يستطبع إلى إنجازه بهدف تحقيق بصمة لعل يوما ما، في الوزارة أو المحافظة أن يكرموا جهوده وما قدم  من أعمال.  وسألت بعض الزملاء الدكاترة المعلمين في الكلية  وهو زميل تربطني به علاقة وطيدة كيف تشوف الكلية وانت تشتغل فيها؟ ، أخبرني بالقول : عمادة الكلية نقلت الكلية من واقع كان الكل يهرب منها بفعل فساد كبير كان ينخرها  إلى درجة وصلت الطلاب والطالبات قد بدأت بالعزوف عنها لكن بعد أن رشح نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الاستاذ عبد ربه المحولي وجاب الدكتور عوض ..

بصراحة بعد عام رجعت للكلية هيبتها ومكانتها فالعميد يمتاز بالصرامة والانضباط ويشجع كل عملي ومخلص ويخاف الكل من صرامته، وسألت عن كيف علاقة العميد وكيف تتعاملون معه بادرني بالثناء والشكر على تفانيه في عمله، وحسن خلقه بين زملائه ونوابه.

وقبل يومين أحرجت من قبل الأهل أن اخدمهم في الذهاب الى الكلية لكي أدفع رسوم طالبة مقربة لي ورحت الى الكلية ووجدت تظاهرة يقودها عدد من المعلمين والمعلمين لا يتجاوز عددها بين عشرة إلى اثتي عشرة أن خاني الذكر ، يطالبون وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني بتنفيذ قرار الإقالة بحق عميد الكلية ، كنت اعرف من بين هؤلاء بعض المعلمين المتظاهرين وقد أخبرني قيل أسابيع الدكتور عوض زرته وهو مريض في بيته أن انصح طالبي في برنامج الدراسات العليا كلية صبر الاستاذ محمد السروري والذي رأيته من المتظاهرين ذلك اليوم ..اتصلت بالاخ محمد السروري ، لماذا يا محمد انت في إضراب عن العمل ؟. أخبرني من أن النقابة تريد تحقيق رفع الراتب وووو ، وان لهم مطالب ..وأنه لا خلاف مع الاخ العميد وان العميد احسن من غيره .. لكن منتظرين الجلوس مع قيادة الوزارة وذكر لي بالضبط مدير مكتب الوزير كما اذكر وأنه  بعد يومين يتم اللقاء وسوف يعود للعمل مباشرة.

استفسرت من عمادة الكلية لماذا هؤلاء المعلمين مضربين عن العمل؟ ..قالوا: لي أنهم مضريون بدعوة من النقابة وعددهم لا يتجاوز عشرة فقط والا الآخرون مداومون ويصل عددهم فوق الستين. وعلمت مؤخرا أن المعلمين تحت ضغط اخر بهدف إفشال عمل الكلية الا أن الكلية مصممة قدما نحو العمل ولا سبيل للنظر وراء استقطاب الولاءات ..قلت في نفسي ..لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..  ماذا يدور من أمور تحاول إفشال نجاح الكلية ..الامر حيرني وقلت كل ناجح صار مصيره ان يحارب بهكذا طريقة ..  ..سألت عميد الكلية وهل الوزارة على علم باضراب هؤلاء المعلمين قال:  نعم .. 
لكن يا قوم.. يا مجتمع ،  الكلية أمورها طبيعة والمواقع تحترق كذبا وتلفيقا لا الوزارة استدعت  عميد الكلية وطلبت منه استفسار عن مشاكله وإضراب هؤلاء المعلمين ولا خلت أمر الكلية دون اجحاف بحق العميد وإلحاق الضرر ، الذي سارعت على إقالته دون معرفة وجهة نظره والسماع منه والوصول معه الى أمور وقواسم مشتركة تحافظ على مكانة الصرح المهني ومهمة رسالته .. وتقدير عمل الدكتور عوض العلقمي العميد الذي أنجز بمشيئة الله وطاقمه الأكاديمي والإداري ما لا يستطيع أحد أن يقدمه لا قبل وأعتقد وأجزم حتى الذي يأتي بعده لا يقدم مثله لأسباب عديدة،  لأن لغة السياسة فاحت رائحة قبحها .. وكلية المجتمع عدن تحتاج واحد بحنكة الدكتور عوض العلقمي وقوته وشدة صرامته ..

اللهم إني بلغت... اللهم فٱشهد