مباراة كرة القدم ليست باللعبة التي تبدأ وتنتهي بعد تسعين دقيقة ، فصفارة الختام لا تعني إلا نهاية متعة اللعب والمشاهدة ، ولكن يبقى أثر نتيجة المباراة والجدل حول مجرياتها عالقا في نفوس لأعبيها وجمهورها لزمن أطول .لقد أثبتت هذه اللعبة تفوقها على جميع الألعاب بفارق كبير لا يمكن قياسه ، فهذه اللعبة فريدة وقد استطاعت أن تشدّ أنظار وتلهب مشاعر جماهير كبيرة في جميع دول العالم .لقد مثل الأحد الفارط يوم انطلاقة مباريات كأس العالم في دولة قطر فرح عربي فكان لذلك اليوم لون جديد أشاع بعض البهجة في نفوس كافة أبناء شعوبنا العربية ، في الوقت الذي يرزح فيه بعض من شعوبها تحت نيران حروب طويلة ومدمرة ، كما يعاني البعض من الإحباط المستمر الذي خلقته لهم السلطات وانحناءتها المستمرة للغرب ، وكذلك من بعض السياسات العقيمة التي أدت لانهيار اقتصادي خلّف آثار كارثية على حياتهم المعيشية .ومن بين تلك الانحناءات الكثيرة للعرب، ارتفع في سماء قطر بريق استضافة مونديال كأس العالم على أرضها العربية المسلمة الصغيرة المساحة ، الكبيرة الهمة والعزيمة والدقيقة التخطيط ، والقوية القيادة ، فتسعت مساحتها لتحتضن جميع ضيوفها وتعكس صورة مبهرة ومشرفة للعالم بملاعبها وجميع تجهيزاتها .حقا افتتاحية المهرجان الكروي في قطر مثّل اللوحة الجميلة التي لفتت أنظار شعوبنا العربية وأطربت قلوبهم ، فكما كان يوم الأحد يوم غير عادي ، كان كذلك يوم الثلاثاء هو يوم النصر العربي التي توجته السعودية بفوز منتخبها على المنتخب الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف ، فكانت تلك النتيجة مبهرة وغير متوقعة بالنسبة للجميع ، ولكن الأخضر السعودي عملها وفاز على أحد عمالقة كرة القدم ، وأثبت أن الكرة لا يمكن احتكارها ، كما قدم المنتخب التونسي في المباراة التالية لعب قوي وجميل أثناء مواجهته للمنتخب الدنماركي ولكن انتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي.