آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:19ص

شاشات عرض توعوية في الأماكن العامة

الثلاثاء - 22 نوفمبر 2022 - الساعة 02:37 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


الاوضاع بشكل عام في مدينة عدن صعبة ونظام التوعية فيها ضعيف للغاية ، وغالبية الناس اليوم تبحث عن حلول او معجزة تخرجها من هذه الاوضاع السيئة، التي لا نهاية لها عبر خطوات ملموسة ، والبداية  لابد ان تكون من خطوة  التوعية المجتمعية لأهميتها الكبيرة في نهضة الدول.

وفقًا للأبحاث ، تجذب شاشات العرض الخارجية انتباه أكثر من 95٪ من الأشخاص الذين يتواجدون في مجال رؤيتهم ، كما ان  هناك رأي مفاده أن في المدن الكبيرة حوالي 4 ملايين شخص في الأسبوع يقعون في منطقة تأثير شاشات العرض  الخارجية اعتمادًا على المنطقة ونوع المادة المراد تسويقها  وتحديد المدة الزمنية  للبث مع مراعاة الوقت النشط للمواطنين "  التدفق البشري  " والسؤال هو   اذا كان نظام شاشات العرض استثمارًا توعوياً كبيرًا وتأثيرها اسرع  ، فلماذا تُنفق الأموال الكبيرة هنا وهناك في المناطق المحررة  تحت بند التوعية ، عندما يمكننا استخدام شاشة واحدة فقط  كنظام توعوي  متكامل عالي الدقة وللجميع ؟ .

لقد اصبحت شاشات العرض  في شوارع وساحات مدن العالم الرئيسية  " ضرورة " ، والسبب ان هذه الشاشات لا تستخدم   فقط في الإعلانات التجارية بل وكذلك في التوعية المجتمعية  عبر البث من خلالها معلومات مهمة أو مفيدة للسكان او تحذيرهم من مخاطر كورونا  او حثهم على احترام نظافة المدينة ، كذلك تستخدمهما الاجهزة الامنية وباللغتين المحلية والانجليزية لتوعية الناس بخطورة الارهاب والفساد  والمخدرات وتعاطي المؤثرات  او في البحث عن مطلوبين وعرض النصوص القانونية والعقوبات  والافلام القصيرة الوطنية  الهادفة .

اتمنى ان يبدأ المسؤولون الأمنيون والسياسيون  والاختصاصيون الاجتماعيين والنفسيون والاقتصاديون في عدن الشروع في  تطبيق استراتيجية  التوعية عبر شاشات العرض الخارجية الكبيرة ، وذلك بتركيب البعض منها في الشوارع المزدحمة  وفوق المولات ، بينما يتم تركيب شاشات متوسطة داخلية في مداخل مؤسسات الدولة والمحاكم  وحتى في المدارس والجامعات  لغرض نشر وتعزيز التوعية الاجتماعية والثقافية على نطاق واسع للوصول إلى مجتمع واعي يتجه نحو عملية البناء والنهضة بعيداً عن القات والمخدرات  والرشوة واللامبالاة و السلاح  .

ان التفاعل مع هذا الموضوع وفق استراتيجية توعوية مدروسة جيدًا و عمل منظم و منسق من حيث الفيديوهات الهادفة و الجمل القصيرة البسيطة  سيؤدي إلى توسيع جمهور العرض  ويسمح لهم  بتذكر المحتوى ويمنحهم  وقتًا للتفكير واتخاذ القرار المناسب والصحيح .

شاشات العرض التوعوية ديناميكية مشرقة تعمل بشكل مستقل و اكثر اثارة وجذباً   و يمكن مشاهدة محتواها أو قراءة المكتوب من مسافات بعيدة  و دون إشراك أفراد الخدمة  وبالتحكم عن بعد عبر الإنترنت ، الامر الذي يوفر إمدادًا مستمرًا بالمعلومات طوال مدة الحملة التوعوية كما ان هذه الشاشات تقاوم التغيرات المناخية مثل الأمطار والأتربة و العواصف وحرارة الشمس الحارقة.