آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-04:12م

أيها المحافظ : أين غاب صندوق دعم الأسر الفقيرة ..؟!!

الأحد - 20 نوفمبر 2022 - الساعة 08:45 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


حكى أحد الأساتذة الفضلاء حادثاً مؤلماً مفاده .. أن شخصاً ما استوقفه سائلاً إياه عن عن مبلغ الإعانة الذي كان يجري صرفه فيما سبق .. هل سيُصرف مجدداً من قبل المحافظ الجديد ؟ .. أجابه صاحبنا بعدم علمه !! .. 

فما كان من ذلك المسكين إلا أن باحَ ببعض ما يعتلج في صدره من ألم الحاجة .. فأخبره أنه قد بات البارحة في هذا الشتاء مع أولاده من دون عشاء ..!!

قد تبدو هذه الحادثة في خضمّ ما يحدث في حياتنا وفي هذا الوضع بالذات ومن كثرة ما نسمعه من مآسي ونكبات جراء الأحوال المعيشية الغاية في الصعوبة موقفاً عادياً .. 

لكنها تبدو قاسية وصعبة بل ومؤلمة على من يقاسيها أولَ مرة .. فيبيت مع أولاده دون عشاء في وقت بردٍ .. والمعروف أن البرد يهيّج الجوع ويعصر البطن ويقرقرها ..!!

ليس كل الناس يحصلون على شيء من الدقيق والرز والزيت والبقوليات من مشروع الأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة .. إذا ما علمنا أن الكثير منهم قد قطع عن أخيه أو قريبه أو جاره أو ممن كان يتشارك معه .. !!

قطع عنه ما كان يؤديه له للأسف الشديد .. في حالة تعكس مدى الأنانية والأثرة وحب الذات في مجتمع لا يتراحم أهله .. ويظل هناك استثناءت مشرّفة .. فالرجال مواقف .. والمواقف تكشف معادن الرجال ..!!

وفي صدد موضوعنا عن إعانات صندوق دعم الأسر الفقيرة .. فإن تلك الإعانات البسيطة والتي تقدّر بـ ( 30 ) ألف ريال يمني كانت تُصرف للفقراء والمساكين ثم توقفت فجأة في ظل حاجة ملحّة وفقر يتزايد ..

فصار لسان الحال كمن قال : ( لا قتلنا .. ولا صلى عليّ ) .. بهذا المثل الحضرمي الشهير أصبح وضع المواطن المسكين الذي أفنى عمره وهو في انتظار من يمد له يد العون وينتشله من وضعه المزري.. ولعل انتظاره قد طال أكثر وزاد عن حدّه ..!!

وهنا يحضرني ما كتبته قبل تسعة أشهر فيما يخص هذا المشروع ولعل من باب التذكرة أو النداء والمناشدة أن نعيده مجدداً مع التعديل الذي يناسب الحال .. 

خاصة بوجود قيادة جديدة للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي المتفهّم للأوضاع عسى أن يجد ذلك منه استجابة أو أذناً صاغية.

منتسبو ما يسمى بـ ( صندوق حضرموت الخيري لدعم الأسر الأشد فقراً ) باتوا أشد فقراً مما مضى .. وهم الذين أمّلوا كثيراً في الوعود النرجسية للمحافظ ( السابق ) الذي أعلن عن تأسيس الصندوق قبل حوالي العام وعمل له المبطبلون وقتئذٍ ( زيطة وزمبليطة ).

حفل افتتاح رسمي كبير .. وتسليم أولى دفع الإعانة لبعض المساكين .. وسط الأضواء والتصوير و ( الزرى والنيرة ) كما يقولون .. ثم بعد مرور فترة ساد السكون .. وعمّ الهدوء وانقطعت الإعانات ..

فكأن الفقراء قد اغتنوا ولم يعودوا بحاجة إلى تلك المساعدات التي هي في الحقيقة حق من حقوقهم ونقطة صغيرة في بحر خيراتهم الزاخر.

علماً أن غيرهم الكثير ممن هم في سلّم الانتظار .. فإذا كانت السلطة المحلية بالمحافظة والقائمون على الصندوق لم يفوا بوعودهم لمن لديهم من المسجلين المعتمدين فمن باب أولى أن يقطع المنتظرون الأمل ولا يعولوا عليهم الكثير.

ومع التدهور المتسارع في كل شيء .. بدءاً بأسعار السلع الأساسية والعملة الوطنية وارتفاع سعر البنزين والمشتقات .. وتردي الوضع المعيشي عموماً لمن كانوا في الأساس في وضع أسوأ .. 

بات الفقراء ينتظرون يوماً عن يوم صرف شيء من تلك الإعانات مجدداً في عهد المحافظ الجديد .. لكن لم يحدث من ذلك شيء للأسف الشديد .. 

دون توضيح الأسباب ولا شرح حيثيات هذا التأخير القاتل للناس المحتاجين الذين هم في أمس الحاجة إلى كل ريال يساعدهم في مواجه ظروفهم المأساوية.

وإذا كان لنا أن نتأمل خيراً فإننا نتأمل ـ بعد الله تعالى ـ في محافظنا الجديد وفيمن تم اختيارهم لإدارة الصندوق من المشائخ والشخصيات الخيرية والاجتماعية الذين لهم باع طويل وبصمة ملموسة في العمل الخيري .. ويعلمون جيداً أكثر من غيرهم كيف هي أحوال الناس اليوم.

( الانتظار عذاب ) .. فالرجاء الرجاء .. أحسّوا بالمحتاجين وأعطوهم شيئاً مما يقيم أودهم ولا تجعلوا ( الإعانة إهانة ) لهؤلاء الفقراء الشرفاء.. 

فقد كشفتم ستر المتعففين وجعلتم ممن لا يعرف مفردة ( الاستجداء ) في قاموس العزة والشرف يطرق بابكم المغلق وياليتكم تفتحون ..!!