آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:06م

حرب دولية بأيدي يمنية يدفع ثمنها الشعب والجغرافيا

الأحد - 20 نوفمبر 2022 - الساعة 11:48 ص

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


اتخذت القوى الدولية من عام 2011 بداية لتنفيذ أجندتها وخططها في اليمن والوطن العربي تحت مبرر ثورة الربيع العربي الذي جندت له القنوات الفضائية مساحة كبيرة بهدف دفع الشارع اليمني والعربي للخروج ضد أنظمة الحكم مستفيدة من حجم الامتعاض من الوضع الاقتصادي والسياسي طامعا بالوصول ببلدانهم إلى الأفضل ومن خلال الهالة الإعلامية التي واكبت الصراع الدائر بين النظام التونسي والشارع الغاضب على خلفية اعتداء مجنده بالحرس البلدي على البوعزيزي الذي احرق نفسه احتجاجا على ما تعرض له.

وهي قضية فردية وليست سياسية إلا ان القوى الدولية وجدت منها وسيلة تستخدمها لتكون مقدمة لإشعال الفوضى بالوطن العربي لتمتد إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا وجميعها رغم مرور 12 عام لم تشهد استقرار سياسي وعسكري وهي نتيجة طبيعية طالما فقدت القوى السياسية المحلية تجاوز الخلاف وارتهانها لدول خططت بحنكة عالية وجندت لها قوة محلية متنوعة الولاء مهمتها افشل أي تقارب سياسي يمكنه استعادة الدولة وهو ما نلاحظه بشكل جلي في اليمن والبلدان العربية الاخرى .

وبما أننا ندرك الدور الذي ساهمت به كلا من السفيرة البريطانية والسفير الأمريكي وإيران واشراف هم المباشر على دخول الحوثي صنعاء متخذين من جمال بن عمر المبعوث الأممي الخاص لليمن والذي كان يحمل مهمة واحدة وهي تهيئة الأجواء للحوثيين باليمن مطلق وعود لتلك القوى السياسية المنخدعة بوعود المبعوث الأممي والسفير الأمريكي والبريطاني مستفيدا من حجم الصراعات فيما بينهم وهي صراعات خفية بين القوى السياسية.

وهو ما لمسه الشارع بين أحزاب اللقاء المشترك الذي فشل قيادات المشترك الخروج برؤية سياسية لتحديد شكل الدولة ما بعد صالح ما جعل كلا منهم يتعامل مع تهديدات الحوثي باعتباره وسيلة يستخدمها لضرب خصومهم متجاهلين أن الحوثية التي حصلت على دعم دولي إقليمي هي من تستخدمهم وسيلة لتدمير اليمن وتفتيت مكوناته باعتبارها تعمل ضمن الاجندة الدولية التي أتت بها   وتغذية الصراع تحت مسمى الشرعية والحوثية دون السماح بحسم الصراع لأي طرف لتظل اليمن في دوامة الحرب لسنوات طويلة.

ومع مرور ثمان سنوات منذ إشعال الحرب باليمن ماتزال اليمن غارقة يدفع ابنائها ثمن باهض من دمائهم واقتصادهم ووحدة أراضيهم ولم نجد أي جدية من القوى الدولية رغم القرارات الاممية التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ بما يتعلق بالحوثيين بينما نجد الأمم المتحدة تسارع لإيقاف أي حسم عسكري لشرعية اليمنية ضد الحوثيين في سعي واضح لاستمرار الحرب وليس لأنهائها.

ولم تقف القوى الدولية على انحصار الصراع بين الحوثي والشرعية وانما عملت على تفريخ الصراع باليمن وتغذية النزعة المناطقية بشكل متعمد وسخرت جهودها لتفاقم الخلافات بين المكونات السياسية ليتحول من صراع بين الدولة والحوثيين إلى صراع شمالي شمالي وجنوبي جنوبي وهو ما بات ملموس اليوم بشكل واضح 

ليتضح أن الصراع الدائر في اليمن ليس صراع بين الدولة والحوثيين بقدر ماهي شماعة تخفي وراءها الدور الإقليمي والدولي بالحرب على اليمن وان كانت بأيدي يمنية تحت مسميات عدة لتصعد من الخفاء إلى السطح مع كل خطوة يقوم بها السفير الامريكي الذي يركز جهوده على زيارات ميدانية للمحافظات المشتعلة بنزعه انفصالية لا على أساس شمال وجنوب وانما على اساس مناطقي وهو ما نسمعه اليوم بالقضية الحضرمية والشعب العدني والقضية التهامية.

وبما إنها قضايا حقوقية ومطالب يمكن حلها الانها في الآونة الاخيرة بدأت تظهر أصوات نشاز تدعو إلى مطالبتهم بالعودة إلى ماقبل ثورة اكتوبر المجيدة التي استطاعت توحيد الجنوب تحت دولة واحدة عرفت بجمهورية اليمن الديمقراطية والقضاء على السلطنات وهو ما يجعلنا نتساءل من الذي يقف ويمول هذه النزعة الشيطانية الهادفة لتفتيت الجنوب وإغراقه بنزاعات مهمتها تدمير البلاد اجتماعيا وإدخاله في فوضى عارمة تخدم المطامع الدولية وتعود على اليمنيين بالكارثة.

وهنا يجب ان اضع تساؤلات وهي هل يدرك من يساهم بتغذية الصراع في حضرموت والدعوة لأثاراه المظلومية بعدن إن ما يقوم به لن يدفع ثمنه طرف سياسيا مهما كان حدة الخلاف معه وانما اليمن بشكل عام وعليهم أن ينظروا إلى ما خلفته حرب صيف 94 من كوارث كانت سببا فشل الجميع بحل ما نتج عنها وجعل من الوحدة تعيش انتكاسة كبيرة .

 فكيف لهم إن يمارسون دور اشد بشاعة في تغذية الصراع في حضرموت وعدن وتهامة يتماهون مع الدور الإيراني والغربي الباحث عن نبش الماضي واستخدامه بأسلوب مخيف وان كان يظن البعض بأنه صراع يهدف من خلاله لانتزاع مكاسب سياسية باعتبارها  كوسيلة ضغط على طرف سياسي معين  فهو غبي فمهما كان الخلاف مع أي   مكون سياسي يمكن مجاراته دون العبث بوحدة الجنوب بشكل خاص واليمن بشكل عام  .

وبدل من تشعب الصراع بين المكونات اليمنية على أساس يتهدد وحدة الأرض والإنسان عليهم تسخير الإمكانيات لحل الخلاف بين الجنوب والشمال معا  بدلا من خلق مشاكل وابتكار أزمات تغذيها القوى السياسية بايعاز دولي وإقليمي وتغطيتها إعلاميا وسياسيا وتحشد لها الإمكانيات دون آبه بما سيكون عليه من أثر خطير يهدد الوحدة الوطنية 

 عليهم ان يوحدوا جهودهم لاستعادة الدولة والنظر بجدية.لشكل النظام السياسي بحيث يعالج كل الأزمات بعيدا عن المزيد من التشظي فإن نكون دولتين أفضل من عشر دول وان نعالج مشكلة الوحدة  خير من تعدد المشاكل التي سيكون لها أثر مخيف بالمستقبل يصعب حلها مجتمعه .

فكروا بالمستقبل ونظروا إلى الأمام بدلا من البحث عن الماضي فالزمن يتقدم  ولا يعود إلى الخلف  ومن لا يتقدم يتعثر ومن يتعثر لا يمكنه مواكبة الشعوب والأمم فيكون حديقة خلفية لا دول مستقلة ذات سيادة ومصيره التعفن ومن يتعفن يتحلل ويندثر.

 ولكي لانكون من الماضي فل نتوحد خلف قيادة مجلس القيادة الرئاسي لنستعيد الدولة ولن نستعيدها مالم يكون هناك هدف رئيسي نتخندق خلفه رافضين ان نتحول إلى ادوات قابلة للاستخدام من الاجنبي لتدمير بلدا ننتمي له جميعا