آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:07ص

دولة المؤسسات ما الذي تعنيه ؟!

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 02:42 م

الخضر البرهمي
بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


أن الذين يروجون لمصطلح العولمة الجديدة ويزعمون الوطنية ، بطريقة هزلية لايستطيعون كتابة بيت واحد من قصيدة الوطن لعبدالله البردوني ، مهما ناحت وعلت أصواتهم ، فانا لست متأكداً من أن الجميع يرغبون في أن نترك التعددية بقدر ما نرغب نحن في أن تكون للقصائد الكلاسيكية قافية ووزن واحد ، فهذا كمثال تحذيري للمصابين بانفلونزا خنازير المنظمات حتى تعود سيادة الدولة ويعود قيس بن الملوح إمام العاشقين   *!*

ففي خضم الأحداث وحمى التقارير الإخبارية والصحفية حول موضوع إقامة دولة المؤسسات الذي أخذ أبعاداً متباعدة ودارت حوله العديد من القمم والمؤتمرات وأفردت له الصحف صفحاتها ، نجد أنه يحز في النفس حقاً الحنين إلى عودة الحُضن الدافئ لدولة الرفاق لنرى أن الفعل أولى من الحديث ، وخوفاً من أن تعود مسرحية الغربان يانظيرة *!*

لاتوجد في الدولة الحديثة مؤسسة أو سلطة واحدة ، وإنما توجد سلطات ثلاث كل منها تمارس بواسطة مؤسسة دستورية ، فسلطة التشريع تمارسها مؤسسة اسمها البرلمان ، سواء تكون البرلمان من مجلس أو من مجلسين وفقاً ولنص الدستور أما السلطة التنفيذية تمارسها كل القطاعات التنفيذية بدءاً من مجلس الوزراء إلى أصغر وحدات الإدارة المحلية ، وهناك سلطة القضاء تمارسها المحاكم على اختلاف أنواعها وليس كما يحسبه شعراء التفعيلة في قوافيهم المختلة عروضياً *!*

فاليوم وأنا أرسو على شاطئ المعرفة الجمة و أضمها إلى مصادر معرفتي مع عدد آخر من الدوريات الثقافية أظن أنني قد وصلت إلى استقرار فكري يتيح لي الفرصة لأنظر إلى الأمور من دون ارتباك وبفهم أبعد ، وقدرتي على التمييز بين الغث والسمين أكبر ، وهذا يعد بداية مرحلة جديدة انتقلت إليها ، أو بالأحرى نقلت نفسي إليها ، ككرة التنس التي تتحرك ولانستطيع تحديد آخر نقطة ستسقر فيها ٠٠ إذن نحن هنا فالتفتوا الينا أيها الوزراء والمحافظين لإصلاح مؤسسات الدولة المفقودة التي هي عبارة عن أسوار ومبانٍ خاوية على عروشها ، وأدركوا تماماً مدى حاجتنا نحن الشباب لمساعدتكم للخروج من هذا النفق المظلم الذي أعمى البصيرة ونحن أحد من نظر زرقاء اليمامة 

لذا فالأمل في وجه الله كبير أن يأتي يوم قريب لايستطيع فيه حاكم من حكام بلاد الربيع العربي أن يقول (أنا الدولة) أو أن يتصرف على هذا الأساس والله المستعان *!*