آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

تحديات مجلس القيادة

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


دائما صانع حدث ما يحرص على أن يكون نموذجيا يحقق له كل تطلعاته وكذلك الحال بالنسبة لحدث السابع من إبريل بهذا العام الذي ولد مجلس القيادة الرئاسي الذي يراد له أن يكون رافعا حقيقيا ومحركا أساسيا وفاعل مهم في الازمة اليمنية ولكن ستة أشهر مضت لم يتغير شي على عهد الرئيس السابق هادي حيث سكنت الخلافات والتكتلات داخل أروقة ذلك المجلس لأن الاختلاف في الاهداف والافكار داخل الكيان الواحد غالبا ما ينتج خلاف عميق لذلك لم يستمر صمود ذلك المجلس طويلا  حيث في أيامه الأولى أظهر بعض  أعضائه سيطرة وسطوة  وكأنهم الميسطرين المنتشين بالنصر بينما خفت صوت البقية والبعض الآخر غاب نجمه في المقابل ظهر الرئيس العليمي وحيدا تائها تارة يهاجم  من إعلام الشرعية وتارة أخرى ينتقد من إعلام الانتقالي وظل وحيد تصحبه تغريداته ويرافقه تفاؤله وإبتسامته بين تلك المماحكة الداخلية المعقدة المغذية بخلاف الاطراف الخارجية والإقليمية من تملك مقود القيادة ولم يستطع مجلس القيادة أن يحقق آمال وطموحات المواطنين المغلوبين على أمرهم    .

فبرزت الشرعية ضعيفة ومفككة ومنهكه كل ذلك يدل مما لايدعي مجالا من الشك أن ذلك الوضع في ذلك المجلس يحتاج لجهود متسارعة لعمل حلول عاجلة في وجه تلك التحديات المتراكمة التي لا تقل ضراوة عن القتال والحرب  والتي رافقة المجلس منذ نعومة أظفاره وأهمها عدم توريد الايرادات ومعضلة دمج القوات المتنوعة في الداخلية والدفاع وكذلك تعزيز العملة الوطنية وخفض الاسعار وغيرها من المعضلات التي تعصف بسكان المناطق المحررة ناهيك عن الصمود في وجه المليشيات المتنوعة . 

ولعل ظاهرة عدم توريد الايرادات وحكاية التمرد عن رفد خزينة الدولة يعد جوهر التحدي الأكبر  لبقاء الدولة وإستمرارها وهو على شقين أساسين فالشق الاول هو عدم توريد الايرادات السيادية لخزينة بنك الدولة المركزي خصوصا ونحن نشهد تعطل لتصدير النفط الخام لحضرموت وشبوة الذي يشكل متنفس الحياة للدولة  وتعطيله يشكل تحدي كبير لذلك المجلس وداعميه. 

وكذلك الشق الاخر وهو عدم توريد الايرادات  من قبل المحليات والمحافظات الذي يشرعن لدويلات ويشجع لبيئة صالحة لبروز نهابين للمال العام وسارقين لخيرات الوطن فمئات الدولارات  التي تورد لجيوب الفاسدين بقناع مسؤولين بدل عن بنك الدولة الرسمي فهم بمثابة لصوص دولة.

 لكل ذلك أصبح واجبا على رئيس مجلس القيادة الدكتور العليمي أن يعود للوطن و يجد حلول عاجلة للقضايا الداخلية بالمناطق المحررة.

 سنظل صامدين بهذا الوطن الذي تلهمنا أرضه بصبر لا حدود له و يقين لا سقف له بأن هناك فرج قريب ونصر قادم سوف يعيد للمواطن شي من روحه ولليائسين سعادة وبهجة وللغارقين طوق نجاة وسوف يخلصنا ذلك النصر من تلك الحكايات الموجعة التي تدار من خلف الكواليس و تنتج لنا واقع أليم زعيمه المليشيات وبطله الفاسدون  وضحيته الشعب المظلوم والوطن المكلوم.