آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

أبين تنادي ـ فهل من مجيب ؟

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


تتسع أبين بقلبها المحب لكل من يتصف بروح الانسانية،وتعطيه بسخاء مافيها ،وتخالطه بروح الإنسان التواق لبناء امته وخدمة مجتمعه.
أبين تسقيك من بُن مناطقها الشمالية قهوة الضيافة والاصالة،وتدهن جسمك بزيوت السمسم(الجلجل)من مزارعها على ضفاف أوديتها السهلة، وتخيّرك بالفواكهة والخضار المتنوعة على إمتداد أرضها. وتحتظنك سواحلها الكبيرة بما جادة به على مرسئ شواطئها، وتأتيك من مناطقها الشرقية بالحبوب وثرواتها الحيوانية ،وتتلاقى قمم جبالها الجنوبية مع الشمالية ، وتلوّح لك جبالها الملونة بشعراء،ينظمون لك اجمل قصائد المدح والثناء والترحيب!
أنها أبين كما عُرِفت ولا زالت ...
ام أن أبين اليوم منطقة تجارب لمن هب ودب ؟
وانت في أبين على قارعة الطريق وفي الأزقة والاحياء والقرى تنظر لصور شبابها الذين يسقطون يوميا في ميادين البسالة؛ تنثرهم أبين قناديل تضيء دروب الحياة !
ان الواجب أن تكون أبين محط الأنظار ؛لانها تعطي أكثر مما تأخذ!
ولا تكون منطقة (تجارب) يتم فيها تفجير القنابل المستوردة ....
إذا عدنا إلى الخلف لوجدنا أن الجروح تنزف دما ،وكل ما بدأ الجرح في التعافي ، وتم تنظيفه وإزالة الصديد منه،عاد الذباب الذي لايستطيع مفارقة الجروح والحروق....
لقد جعلوا من أبين محطة عبور للسفهاء ،يعبثون بها كيفما تشاء تلك الجيف الواقعة خلف الكواليس؛التي يتواجد عليها الذباب الأزرق الداكن...
لقد عرفت أبين النهضة العمرانية والصناعية والعلمية ؛ولا زالت صروحها قائمة رغم كثرة تواجد حشرات الأرضة التي تنخر فيها: 
مركز الأبحاث الزراعي الكبير والصرح العلمي الأول في المنطقة والاقليم...
مصنع الأسماك وتعليبه ...
مصنع أكتوبر العسكري منارة التسليح ...
مصانع الأسمنت ...
مزارع الأبقار والماعز ، وغيرها.
أبين السلة الغذائية ،أصبحت مخرومة من جوانبها تهدر طاقاتها ومواردها إلى قيعان السراب التي تشكل حُفَر يسقط فيها من يسقط ويرجع منها الغالب فارق اليدين ومشوّه الفكر ...
أبين الزاخرة بالرجال تم الإغلاق عنهم ،ويأتينا برجال في عُلب عليها مكتوب الصلاحية فوق الصنع؛فلم نفهم القراءة المكتوبة للصلاحية والمنشأ ...
هناك أسئلة تفرض نفسها علينا.
أين الأمن العام ولو جزء بسيط منه ؟
اين الخدمات التعليمية والصحية شبه المناسبة؟
اين الجمعيات التعاونية الزراعية والسمكية همزة وصل المنتجين؟
اين الطرق والجسور ؟
اين مشاريع المياه والصرف الصحي ؟
اين الكهرباء ؟
كل هذا الخلل يقع حين يغيب عن الميدان رجاله!
أن الحصان حين يمتطيه الفارس يبلغ به مبالغ الفوز وتهون عليه المصاعب ويصل إلى الغاية رغم بعد المسافات ...
فهل أبين عُدِمت رجالها؟
ام صرنا عبئاً عليها؟
ونشاهد التقنيات المتفننة في نزف الثروات المتعددة فيها ...
أبين تنادي رجالها ،المتواجدين في شرائح المجتمع السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية ؛ الإتحاد الإتحاد .
فهل من مجيب؟؟؟