آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

أكبر خطر على الدول وشعوبها هو زعزعتها من الداخل‬

الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022 - الساعة 10:55 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب



د. مروان هائل

أكبر  خطر على الدول وشعوبها هو زعزعتها  من الداخل

الاساليب  المزعزعة لاستقرار الدول و المجتمعات أصبحت اليوم أكثر تعقيدًا ولكن اهمها هي تلك ، التي تتم من الداخل بطريقة  "فرق تسد"  باعتبارهما ثنائي تاريخي اسود اثبت نجاحا باهرا في تدمير عدد كبير من الشعوب والدول  ، خاصة إذا تم اختيار موضوع التهديد  الداخلي السياسي او الاجتماعي المدمر  بعناية  فعندئذ يمكن سحق الدولة والمواطن من الداخل دون اللجوء إلى الأعمال العدائية المفتوحة ، وعلى مدى  العقدين الاخيرين بسببها قتل عدد كبير من الناس في الجنوب والشمال .
الاشاعات الكاذبة التي تنتشر حول المكونات السياسية الجنوبية و عمليات  الارهاب التي تقوم بمكافحتها القوات الجنوبية من عدن حتى المهرة و الاعلام الرخيص الموجه ضد تلك الحملة و قصف المنشأة النفطية الجنوبية من قبل الحوثيين ، يمكن  القول عنها وبكل  ثقة أن جميعها تهديدات  منظمة ومنسقة  لضرب المحافظات الجنوبية وزعزعة استقرارها  من الداخل  ومن ثم اسقاطها واخضاعها لتلك العقليات البليدة في الهضبة التي لا تعرف سوى لغة السلاح  .

أكبر خطر على الجنوب والشمال اليوم هو زعزعة الاستقرار من الداخل عبر نشر الفتن  والارهاب  و عدم الحفاظ على ما تبقى من تفاهمات  بين القوى الوطنية  في الشطرين حول وحدة السلطة المؤقتة  و قصر فهم بعض السياسيين  والشيوخ  والعسكر انهم اصبحوا مسئولون سابقون  ، وبأن التفاهم الحكيم والصادق للأوضاع الحالية  يجعل  المواقف موحدة وقوية و تقلل من مخاطر التصعيد  الحوثي  والارهاب .

ان الدول الموحدة ، التي تمكنت من إنشاء مجتمعات قوية ومتماسكة ليست عرضة للتأثير السلبي وزعزعة الاستقرار او الانفصال وتستمر في وحدتها  لقرون  ، بينما  ملامح دولة الوحدة  اليمنية اختفت بعد 4 سنوات من ولادتها ، وساعد على تفكك ما تبقى من اسس الوحدة  بعد تلك الحرب  هو  وجود العقليات النخبوية  الجاهلة في الهضبة المؤمنة بالعنف والسلاح وتقتل بدم بارد  مثلما ارتكبت مجزرة العزاء في سناح  الضالع  و قارب المدنيين في التواهي  و الحي السكني في القداش لحج ، ولازال لديها النية لارتكاب مجازر اخرى .

الدولة  التي تفشل في توفير الأمن والعدالة الاجتماعية  في الداخل  تزيد من تفاقم الإحباط العام ونتيجة لذلك  ، فأن حدودها التي كانت توحد الناس في السابق بتقاليدهم  وأمنهم  تصبح أقل وضوحًا ، مما يشكل تهديدًا واضحًا للدولة  وامنها القومي  .

إذا حاولت الدولة انتزاع بعض المجتمعات من هويتها  ، فإن المجتمع المهدد يتخذ تدابير دفاعية  مثل الكفاح المسلح و الانفصال ، واليوم يراد من الجنوبيين مواصلة التمسك بوحدة  يُنظرون اليها على أنها مصدر تهديد لأمنهم واستقرارهم  ، وان مواصلة العيش تحت سقفها يعني الحياة مع "سيف ديموقليس "   فوق رؤوسهم   .