آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:35ص

لا يصلح لحكم اليمن حملة المؤهلات

الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022 - الساعة 09:45 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


منذ أن تحررت اليمن جنوبًا وشمالًا، لم نسمع أنه حكمها حملة المؤهلات العليا، ولكنه قادها حكماء لا يحملون مؤهلات عليا، لهذا نجح أولئك في حمل المسؤولية، وتطوير البلاد في حين فشل حملة المؤهلات العليا.

 اليوم يقود البلاد دكتور، ومدير مكتبه دكتور، ورئيس حكومته دكتور، ورئيس مجلس الشورى دكتور، وأغلب الوزراء أبو دال، وأكثر المحافظين يحملون مؤهلات، ولكن الجميع فشل فشلًا ذريعًا في إقامة دولة.

  منذ تسلم قحطان الشعبي رئاسة دولة الجنوب، ومرورًا بسالمين، وعلي ناصر، والبيض، ودولة الجنوب كل يوم تتقدم من الأفضل إلى الأفضل، وكذلك في الشمال حتى تسلم صالح دولة الوحدة، وحتى العام 2011م ونحن نرى دولة تتطور، ولكن منذ أنهارت دولة الحكماء، وجاء أصحاب المؤهلات عشنا في دهاليز التنظير، ولم نر تقدمًا بل بتنا نطلب رغيف خبز، وأقصى أمنياتنا يوم استلام الراتب، وغدت الحياة صعبة على أكثر من تسعة وتسعين في المئة.

 في الجنوب كان علي ناصر، والعطاس، وفتاح، ومصلح، وعنتر، وشايع، ومحمد علي، ومساعد، وغيرهم، وكانوا لا يحملون مؤهلات عليا ولكنهم كانوا يحملون مشروعًا وطنيًا، ومؤهلاتهم حكمة، وبعد نظر، وسياسة تفوق غيرهم، فبنوا دولتهم، وفي الشمال كان هناك صالح، والأحمر، وعبدالغني، ومحسن، وكان المؤهل الوحيد فيهم الإرياني، ولكنهم بنوا دولة، واليوم تكاد تكتظ السلطة بالدالات، وعلى الرغم من ذلك لم نلمس دولة من بين دالاتهم، بل تبعية وارتهان للخارج، فهل سيأتي عهد الحكماء، ويولي عهد المؤهلات الجوفاء؟ هل سنعيش لنركب اللكسز، ونأكل ما لذ وطاب كبقية خلق الله؟ هل سيأتي الحكماء لنعيش معهم عصر الدولة؟ هل سيذهب زمن المليشيات؟

  لا أعني بكلامي هذا التنقيص من قدر حملة الدكتوراه، ولكن لا يصلح لحكم اليمن إلا الحكماء، أما أصحاب المؤهلات فسنستفيد منهم في مجال تخصصاتهم، فالدكتور في الطب في مهنته، وصاحب الدال في الهندسة في شغلته، وحملة الدال في التربية والتعليم في تخصصاتهم، والدولة لها حكماء، ولا يتطلب المنصب أن تكون دكتورًا إلا إذا كنت حكيمًا، وسلموا لي على الرئيس الدكتور العليمي، وقولوا له شعبك يموت جوعًا، فهل من حل لديكم؟