منذ أن حاول الحوثيين إخضاعها و جرح كبريائها و تشويه جمالها في العام 2015م و رمت به خارج أسوارها ، إلا أنها لا تزال حتى الآن تقاوم المتأمرين عليها الذين يحاولون نهش جسدها و تنجيس طهارتها من خلال إذلال أبنائها و حصارهم و تجويعهم ليقبلوا بهم حكاما و سادة عليهم و عليها ..
سبع سنوات و من في المعاشيق يتنافسون على النهب و الفيد ، و يتصارعون على العلم الذي سيرفع على سارية القصر ، و نسوا عدن و أهلها التي تستضيفهم ..
سبع سنوات و هناك من يغذي الصراعات السياسية و العسكرية فيها ، و يدعم هذا و ذاك و يتغافل دعم المدينة و سكانها ..
عدن محاصرة و يتعرض سكانها لسياسة التجويع و التي تعد حرب إبادة جماعية ، فالبنك المركزي رابضاً في أحد شوارعها و مع ذلك فالعدني بلا راتب و أن صرف فهم آخر من يستلمونه ، كما أنهم يعانون من تبعات المضاربة بالعملة التي تتم داخل أوروقته و على بعد أمتار من منازلهم و لا يستطيعون عمل شيئا حيال ذلك ..
مصافيها التي تعد أكبر و أقدم مصفاة في المنطقة أخمدت شعلتها ، و أصبحت عدن اليوم تتوسل إلى الرياض توفير وقود الكهرباء و إلى حكام مأرب لمد مطابخ منازلها بالغاز ..
مشفاها (الجمهورية التعليمي) الذي كان فيما مضى وجهة المرضى من الجنوب و الشمال و بعض دول الخليج فقد بات صرحاً من خيال ، و أغلب الحالات المرضية فيه يتم تحويلها إلى مستشفى الثورة بصنعاء التي قيل أنها محاصرة .. أليست عدن هي المحاصرة ..!!
بحرها يحيط بها من أغلب الجهات و مع هذا لا يستطيع فالمواطن العدني يغيب السمك عن مائدته لشهور ..
مينائها المنفذ الذي عبره تدخل السلع و المواد الإستهلاكية و مع ذلك فأسعارها تفوق ما تباع به في المحافظات الأخرى ..
مئات الآلاف من النازحين تحتضنهم عدن و ينهكون ميزانيتها بأسم النازحين و تجد أغلب العدانية يعملون في شركات و محلات يمتلكها النازحين ... أليس المواطن العدني هو النازح الحقيقي في مدينته .. !!
منذ سبع سنوات و عدن تئن و مواطنيها يعانون الأمرين و التنمية الحقيقية التي يمكن ملاحظتها خلال تلك السنوات هي النمو و الزيادة في عدد الفقراء و الجوعى و المرضى ، و الزيادة في تفشي الظواهر السلبية فيها كإنتشار تجارة المخدرات و القتل و السرقة و الطلاق و ضعف الأمن ..
يا سادة عدن من تحتاج إلى هدنة إنسانية و إيقاف الصراعات السياسية فيها .. عدن تحتاج إلى تنمية و خدمات و سكانها يحتاجون إلى إغاثة إنسانية .. فهل من مجيب ..؟