آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:55ص

التعليم (المفتوح) وعلى الهواء الطلق!

الإثنين - 14 نوفمبر 2022 - الساعة 01:20 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


رأينا منذ فترة ليست بالبعيدة تلاميذَ يدرسون في فصول دراسية ذات فرش مهترئ وأرضية بسيطة .. نوافذها لا تقي شيئاً من حرارة الشمس ولا برد الشتاء ..!

ورأينا كذلك طلاباً يدرسون في خيام .. لكنّ هذه الخيام كانت مجهزة نوعاً ما بمتطلبات التعليم وهي لا شك بتمويل ودعم من المؤسسات الخيرية أو المنظمات الإنسانية الدولية ..!

لكن ما رأيناه في الخبر الذي نُشر حديثاً على المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي .. أنّ طالبات بالمرحلة الثانوية يفترشن العراء بمنطقة قعوضة بمديرية وادي العين وحورة بوادي حضرموت .. 

أولئك الطالبات كنّ يستظللن بظلال الشجر وكان الفصل مفتوحاً على الطبيعة وعلى الهواء الطلق ..!

ظننتُ لوهلة أنها حصة نُفذت بين أحضان الطبيعة وتغاريد الطيور .. فضّل المعلم أن ينظمها كسراً للروتين وتغييراً للأجواء من كثرة الدرس بين جدران أربعة .. 

لكن المفاجأة الصادمة ألا فصول يستراح منها إلى أحضان الطبيعة .. ولا تغيير للروتين اليومي ولا يحزنون ..!

لقد كانت الطالبات يتعلمنَ على المكشوف نظراً لنقص الصفوف الدراسية بتلك المدرسة .. والأغرب أن ذلك يحدث في محافظة نفطية غنية ينزح النازحون من خيراتها ليلاً ونهاراً .. سراً وجهاراً وأبناؤها لا يجدون فصلاً للدرس ولا كتاباً للتعليم ..!

عشرات بل مئات القواطر المحملة بالبترول تمر بين ظهراني تلك المناطق الحضرمية التي تجاور قطاعات نفطية تزخر بكميات لا حصر لها من النفط الخام .. ألا يدعوا هذا للكثير من الأسف والتقهّر ..؟!

سؤالي للمسؤولين وأصحاب الشأن ثم لكل أحد من الناس : ماذا تكون حالكم لو أنّ بناتكم كنّ مكان أولئك الطالبات ..؟

وما شعوركم لو أصيبت إحدى بناتكم بضربة شمس أو نسمة هواء مسمومة أصابتها بالزكام أو الحمى ..؟ أين الذين يغارون على الشرف وهو في العراء لا غطاء ولا وطاء .. ؟!

وأين الذين يتهمون الصحفيين بأنهم ينظرون إلى النصف الفارغ من الكأس ويتعامون عن نصفه الملآن .. أليست هذه جريمة تُرتكب بحق الأجيال ..؟!

استوقفتني تلك اللقطات المرّة فأقضّت مضجعي .. فهل تراها تفعل ذلك في من هم في أعلى الهرم .. فيفيقوا من سباتهم ..

ويسألوا عن حال من هم في العراء ليس لهم مسكناً يؤويهم ولا بيتاً يحميهم ناهيك عن فصل دراسي يتلقون فيه تعليمهم!.