آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

الفئران ..!؟

الجمعة - 11 نوفمبر 2022 - الساعة 12:59 ص

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


دعا مجلس المدينة الى إجتماع لمناقشة المتطلبات التي يحتاجها سكان المدينة.
وخرج  الإجتماع بمشاريع إنتاجية وخدمية ،ترفع من مستوى الرفاهية ودخل الفرد. 
بعدها بأيام معدودة فقط بدء العمل في المسح الميداني للمشاريع التنموية والخدمية.
وتنشيط عجلة التنمية المستدامة فيها .
وحين وصول المعدات الثقيله لتنفيذ المشاريع التي يتطلع لها السكان .
كانت أصوات الآلات والمعدات الثقيلة قد وصلت إلى بيوت الفئران وكانت أصواتها غير معهودة عندهم..
مما دعاء الفئران إلى إجتماع موسع حضره غالبية الفئران المتواجدة في حُفرَها تحت الارض ،وتحت المنازل ،وتحت الصخور ،وفي الأزقة الضيقة، والشوارع الخلفية، والمهجورة...
وفي الاجتماع تعالت الأصوات، وتجاذبها الكل وخرج الإجتماع دون حلول ناجعة . بعدها دعاء كبير الفئران إلى إجتماع استثنائي لكبار الاعضاء الدائمين . مع حضور مندوب عن الحشرات وكان يمثلها (الذباب)ذات العلاقة البينية!
وفتح باب التصويت على مايحدث في المدينة.
وكان السؤال المطروح أمام الإجتماع: الرفض أو السماح لما يحدث؟
اغلق باب التصويت....
أُعلن عن النتيجة النهائية بعد الفرز؛كانت الأغلبية الساحقة قد صوّتت ضد تلك الأعمال الحاصلة في المدينة!!
ورُفعت الموافقة إلى صنّاع القرار...
بعدها وكل كلا من: قائد القوات البرية والبحرية وقائد المنطقة الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية وكذا قائد الأمن القومي والمركزي والتدخل السريع وقوات النجدة ،للفئران ؛ لمجابهة مايحصل في المدينة من أعمال اتفق الفئران على أنها خطيرة ،وتهدد وجودهم وقد يصل الأمر إلى اجتثاث كل الفئران من ـ المدينة ـ وقد يصل ذلك التطور في المدينة إلى نهاية الفئران من مواد حديثة تكون خطراً كبيراً في المستقبل ...
وتخلو المدينة حتى من الحشرات !!
وخرجت الفئران من حُفرَها ومن أنابيب الصرف الصحي المتواجدة فيها .
وخرجت إلى السطح، وكانت قراراتها فوق كل القرارات.واصبح سكان المدينة رهن الإشارة للقوات الجديدة ،والتي تتمتع با القبضة الحديدية والأمنية التي فرضتها على المدينة؛لايستطيع سكان المدينة أن يطلق على أبنائه وبناته الغاب قد تفسر من قبل الحاكم العسكري أنها مخلة بالشرف ،او أنها إشاعات مغرضة ، تدعوا الى الفتن بين قوات الأمن العام  التي تسعى إلى تجفيف منابع مياهها الداكنة(على حد قول المتحدث الرسمي باسم الفئران)
وقد أدى هذا إلى هجرة العقول النيرة من المثقفين وأصحاب التجارة،والسياسيين المرموقين والمخلصين من أبناء المدينة!  
ولم يبقى سوى الفئران تعبث بكل ماتجده أمامها دون إعتبار لبعض الاشياء العامة والخاصة...
ولا تعرف تلك القوات غير الأكل على مدار الساعة...
ووصل الأمر إلى أكل الأوراق النقدية واقتحمت الأرشفة واتلفت الملفات والمكاتب الخشبية والسجاد...
ومرت على أنابيب المياه والصرف الصحي البلاستيكية وتم تدميرها واختلاط المياه الملوثة بمياه الشرب وأصبح كل مافي المدينة تالف غير صالح...
أفسد اغلب مافي المدينة من مصالح.
ولم يبقى شئ إلا ومرت عليه ،في غمضت عين، وأخرجت المنظومة التعليمية والصحية والبيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ،حتى وصلت بتغيير النظم الإدارية والمالية وجرى تعديل بعض أحكام القانون ، وجرّمت العيوب التي يتصف بها الفئران ، وأعطته الحصانة ...
في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها المدينة ،بقي العلم يرفرف فوق سطح عالي على عمود حديدي ،لم يصله العبث،لكن حين أكملت الفئران كل ما كان متواجد في المدينة ،كانت تبحث على ما بقي من منجزات؛وكان إسقاط العلم هو الهدف الاخير لها، وقد شرعت الفئران في التسلق نحوه ليجد مصيره مع ما أتلف في المدينة!
ويلحق بمن رفعه في حرارة الصيف الملتهبة...
لكن للأسف لم يذكر التاريخ أن الفئران كانت متواجدة في نفس اليوم الذي رُفع فيه العلم !!!