بعد صلاة المغرب وبرفقة رضوان دهيس أحد طلابي في كلية التربية لودر، تحركنا من خور مكسر المستلقية على شواطئ ساحل أبين، وتوجهنا صوب مدينة المعلا ورأيناها وهي تحتضن الميناء، ومررنا بشارعها الرئيس أول شارع في جزيرة العرب، قادنا هذا الشارع نحو مدينة التواهي حيث تنام تلك المدينة على الساحل الذهبي في عدن.
من أعلى منطقة بين الفتح وجولدمور رأينا مدينة البريقى وهي تغتسل بمياه الغدير، لم نتوقف فجولتنا لا تتطلب التوقف، لأننا أردنا أن نجمع تفاصيل جمال عدن في ساعة، فغادرنا التواهي من النفق الفاصل بينها وبين القلوعة التي تتكئ على جبل شمسان، فتذكر رفيق الرحلة رضوان دهيس فترة المقاومة للمليشيات الحوثية في هذه المنطقة، وعلى الماشي ولجنا المعلا عائدين، لنواصل رحلتنا لنقابل القمر على شواطئ ساحل أبين، فتمتعنا بوجه القمر الجميل.
جلسنا دقائق على ساحل أبين لنشم هواء عدن النقي القادم من أعماق أعماق بحر العرب، أخذ رفيق رحلتي رضوان دهيس يشم وبقوة الهواء وهو يردد شم هذا هو الهواء الصحي الذي تحسه ينظف ما بداخل من يشمه.
في تلك الدقائق التي قضيناها على ساحل أبين رأينا تعانقًا جميلًا لأروع ثلاثي في هذه الدنيا الليل والبحر والقمر، فيا الله ما أجمل مدينة عدن، ألتفتنا خلفنا، ورأينا جبال المدينة تراقب مثلنا تعانق الليل والبحر والقمر، فودعنا القمر الذي بدا محمرًا، وكأنه خجول من رؤيتنا له وهو يعانق الليل والبحر معًا، ركبنا سيارتنا، وعدنا نحو حي اللواء السادس، الحي الهادئ، عدنا وقد طرحنا همومنا، ومتاعبنا على ساحل أبين ليتخطفها البحر ويرميها بعيدًا عنا، فما أجمل عدن، وما أجمل أن تتمتع بجمالها، ففي كل مكان فيها جمال بانتظارك، فعدن كوكتيل من الجمال الرباني الساحر الذي يسحر ولكنه لا يذهب بالعقول، فترى في جمال عدن ما سمعته أذناك على ألسنة الشعراء.