آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:31ص

إنتصار العرب على الفرس في معركة ( الفاو ) الخالدة .. التداعيات والنتائج

الخميس - 10 نوفمبر 2022 - الساعة 08:07 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


لاشك ان لكل حدث هام ومفصلي في تاريخ الأمم و الشعوب تداعيات ونتائج وآثار مترتبة لا سيما حين يكون الحدث ذا أبعاد تاريخية وحضارية وقِيَمية كما هو الحال بالنسبة لمعركة تحرير شبه جزيرة الفاو العراقية من الاحتلال الإيراني في العام 1988م ذلك الحدث تناولناه بالتفصيل في مقال سابق وفي هذا المقال نلقي الضوء على الجانب الأههم والأخطر وهو التداعيات والنتائج التي ترتبت على تلك المعركة حيث ستُبرز تلك النتائج بشكل جلي أهمية تلك المعركة فيما يخص العراق اولا والمنطقة العربية والعالم اجمع ثانيا .
فمن تلك التداعيات :
اولا / فيما يخص العراق مايلي : 
1 - معركة الفاو اجبرت الخميني على القبول بقرار وقف الحرب رقم 598 الصادر عن مجلس الامن بالإجماع في شهر يوليو 1987م وحينها قال لمستشاريه ( كأني اشرب السم الزعاف بقبولي هذا القرار ) .
2- خروج العراق من تلك الحرب كقوة عسكرية كبيرة محتلا المرتبة الرابعة بين جيوش العالم .
3 - غزو العراق للكويت في اغسطس 1990م .
4 - حرب تحرير الكويت وضرب العراق عبر تحالف ضم 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة في العام 1991م .
5 - فرض حضر جوي على شمال العراق وجنوبه من قبل الأمم المتحدة وفرض حصار اقتصادي وإلزام العراق بدفع تكاليف الحرب وتعويض الأضرار التي لحقت بالكويت بالإضافة لخضوع المنشآت العراقية العسكرية للتفتيش وقد استمر ذلك إلى العام 2003م حيث تم آنذاك غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وبدون غطاء او شرعية دولية ولو بالحد الأدنى .
ذلك الغزو الذي دمر العراق بما تعنيه الكلمة في كل جوانب الحياة ومن ثم تسليمه لإيران لمواصلة التدمير والعبث والتجريف  لمفردات الحياة جميعها وبشكل مستمر إلى يومنا هذا .

ثانيا / بالنسبة لتداعيات تلك المعركة وذلك الانتصار على المنطقة العربية والعالم فيمكن إيجاز ذلك  بما يلي  :

1 - إلتئام العرب في تلك المرحلة وعودة مقر الجامعة العربية من تونس إلى القاهرة ، ذلك الالتئام لم يمض عليه سوى سنتين حتى عاد التفكك والتشرذم  والتفتت من جديد في اقبح صوره وأخزاها على الإطلاق .
2 - خروج السوفيات من
افغانستان في العام 1989م .
3 - قيام الوحدة اليمنية في مايو 1991م .
4 - إنهيار الاتحاد السوفيي
السوفياتي في العام 1991م وتفككه إلى 15 جمهورية ومن ثم انتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب وانفراد الولايات المتحدة بقطبية العالم منفردة .
5 - تفكك دول اوروبا الشرقية وسقوط معظم
انظمتها بثورات شعبية بداية بنظام تشاوسسكو برومانيا وسقوط جدار برلين واتحاد الألمانيتين .
6 - إتجه الغرب نحو عدو
جديد لمحاربته وتم تحديد الأمة العربية ورسالتها
الخالدة على انها العدو الجديد الذي ينبغي مواجهته بكل الوسائل وبشتى السبل .
7 - تم إعادة توزيع الأدوار من جديد بين الثلاثي ( الصهيوني ، الصفوي ، الصليبي ) في مسألة استهداف الأمة العربية بناء على المعطيات الجديدة في الخارطة العالمية حينها .
8 - عقد مؤتمر السلام بين العرب واسرائيل في مدريد في شهر نوفمبر 1991م والذي ولدت من رحمه ( اوسلو ) في العام 1997م التي قضت بحكم ذاتي في غزة وأريحا .

من خلال هذا العرض المقتضب يتضح للقارئ الكريم بقاء العرب في خانة الاستهداف كمفعول بهم دون أن نرى بصيص أمل في مشروع عربي جامع يسعى لكرامة العربي ولو في حدها الأدنى .

يبقى السؤال : 
اكو عرب ؟