اليمنيين وكأس العالم!

أيام قلائل تفصلنا على إنطلاق أعرق المناسبات الكروية العالمية وفي دوحة قطر سيجتمع العالم لتتويج بطلا واحد ولأول مرة في جزيرة العرب تتجه أنظار المعمورة للتعرف على معالم العروبة وكرم قاطنيه وأصالة وعراقة التاريخ العربي والإسلامي وحسن الضيافة والصراع لنيل أثمن الكؤوس.
سيحتدم التنافس وسيكون على أشده بين أعرق المنتخبات العالمية وسيكون الذهب لمنتصر واحد ولفترة تقارب شهرا في ميادين التنافس الشريف لنيل أغلى البطولات حول العالم.
سيمثل العرب قطر والسعودية والمغرب وتونس وسيتسمر ملايين العرب حول شاشاتهم لمؤازرة منتخباتهم وسيتواجد آخرون في مدرجات دوحة العرب ؛ ويأمل المشجع العربي في وصول منتخب عربي لأدوار مشرفة في البطولة وتحقيق إنجازات يشكرون عليها.
في المقابل يعيش الشارع اليمني في حياة حرب ووضع قاتم ويأمل المتابع اليمني بأن يقضي شهرا أبيضا من شهوره السوداء خالية من مشاهد العنف اليومية وأصوات الحرب الصاخبة ؛ وأن توفر للمتابعين شاشات عرض مجانية وآمنة ؛ وأن يرى نور الإبتسامة تعلو محيا معظم أبناء هذا البلد المنكوب!؟
معظم قاطني العالم سينصبون أعينهم نحو كأس البطولة وقلوبهم مع منتخباتهم ؛ بينما أبناء اليمن محدقون تجاه آلة الحرب آملين وقفها لبرهة من الزمن وقلوبهم على وطنهم المكلوم ويرجون بأن يتنفسوا حياة آمنة ولو لآن محدود؟
يأمل أبناء اليمن أن يروا على شاشاتهم الصراع الكروي الشريف لأبطال العالم ومن كان له شرف الوصول لقطر عام 2022 وأن تأفل عن شاشاته تراجيديا الموت ومشاهد الخراب والدمار وأن يرى تجمعات لمعظم أبناءه يتقاسمون التآزر ويحفون أشقاءهم العرب بأزهايج النصر وعبارات المودة وأن يبادر أولو الشأن بتوفير الوسائل المجانية لنقل الحفل العالمي للمتابع اليمني.