آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

بسبب الشعارات اضعنا نحن اليمنيين البوصلة

الإثنين - 07 نوفمبر 2022 - الساعة 02:46 م

فيصل محسن شائف
بقلم: فيصل محسن شائف
- ارشيف الكاتب


تحت شعارات ولافتات جوفاء، نحن أبناء اليمن اضعنا البوصلة، بمختلف الشعارات تمكن البعض منا من اختطاف المواطن البسيط وجره إلى مستنقع لا يقدم له سوى مزيد من الحروب والتشرذم.  لن أخوض في دهاليز الاجندات السياسية لكل طرف ولكن دعونا نركز على المضمون الذي ممكن إن ينقلنا إلى مصافي الدول الراقية. لماذا كافة الأطراف السياسية لا ترفع شعارات التنمية وبناء الإنسان بمستوى تعليمي عالي، وتقديم رؤية سياسية تشمل بناء دولة بمفاهيم عصرية تقبل المحاسبة ومن في هرم السلطة ليس سوى موظف لدى كافة ابناء الشعب اليمني ولا يضرب له السلام إلا عندما يقدم إنجازات ملموسة في التنمية الاقتصادية ورفع مستوى دخل الفرد واستباب الأمن والأمان. نعمل على بناء منظومة سياسية تتشكل بها احزاب تتصارع على أصوات أبناء الوطن بناء لى ما تقدمه من وعود تنمية، وفي حال تم اختيار أحد تلك الاحزاب، فمن واجب بقية النخب الحزبية ان تنتقل إلى المعارضة وتشكل كتل تراقب أداء من في السلطة على الوعود الذي قدموها وبها تم انتخابهم وليس على شعارات جوفاء بغيضة تزيد من شدة الاحتراب والتمزق وفي النهاية لا تخدم سوى الأطراف الذي رفعت تلك الشعارات المضللة. الم نتعلم خلال عقود عديدة، رغم تعدد الحروب والشعارات إن التنمية والإزدهار ليست من اولوية من يتاجر بالشعارات المختلفة ولا يقبل المحاسبة عن أداءه.

دعونا نسأل أنفسنا هل أي من الاطراف المتصارعة على الساحة قدم مشروع سياسي متكامل؟  بما في ذلك احتضان صحافة حرة ،تحاسب وتراقب وكذلك  تحاسب من قبل قضاء نزيه يتم اختياره بعناية وبشكل دوري من قبل مجلس النواب وليس تعيينه من قبل السلطة المهيمنة والتنفيذية التي توجه مسيرته لمصالحها الخاصة. يتم مراقبة القضاء من قبل عدة أجهزة تتغير قيادتها بشكل دوري حتى لا تعفن وينخر أجهزتها الفساد.  هيكلة الدولة والمؤسسات المختلفة بشكل يضمن بناء دولة اولوياتها بناء الوطن وليس توفير القصور والطائرات الخاصة والحسابات البنكية المتضخمة من قوت الشعب وثرواته. المشكلة ليست في الوحدة اليمنية، حقيقة المشكلة هي في الممارسات وتشكيل منظومة الدولة التي تشبعت بالفساد والفاسدين. الارض خصبة جدا لترعرع مثل هذه الكيانات لأن اغلب الشعب يجهل بناء منظومة سياسية تخدمه وينجر خلف شعارات تؤجج الوضع السائد.

كم مضى من الوقت علينا ونحن نردد نفس الشعارات التافهة؟ لم نسأل أنفسنا هل تحسنت أوضاعنا؟ بينما العديد من الدول في محيطنا تحقق قفزات تنمية هائلة بينما نحن نحقق مزيد من استهلاك القات ونتباهى بقتل كلا منا للآخر ومن ثم نلوم أطراف خارجية ونحن الوقود. متى نصحى من سباتنا ونقدم للعالم يمن غير اليمن الذي نراه، لم نتمكن من الجلوس ووضع أهداف تحل خلافاتنا بشكل عادل ونضع برامج وطنية من دون أي تفرقة لأي طرف بل نضع خطط ضيقة الافق تؤدي الى   الانفراد بالقرار والتشبث بالسلطة من قبل الطرف المسيطر تحت شعارات ومسميات تعزز من نرجسيته. ان مستويات الاحتقان تتراكم بشكل تصاعدي ونتجه يوما بعد آخر إلى تدهور حاد في مستوى المعيشة الذي يحلم بها إبناء الوطن. 

على كافة الأطراف المتواجدة في الساحة السياسية تقديم مشروع سياسي واقتصادي واضح ومكشوف للتقييم من قبل ابناء الشعب عامة وفي خلال فترة زمنية لا تتجاوز ستة اشهر، وفي حال لم تتمكن من تقديم حلول ،على تلك النخب الرحيل وكفى ارتزاق تحت مسميات مختلفة ومقيته لا تقدم للوطن سوى مزيد من القتل والتخلف وضيق العيش، لا تفويض أبدي بنتائج فاشلة. القيادة تتمثل بالقدرة على ايجاد الحلول والتوازنات وليس المكاسب الخاصة. 

 

مستشار مالي ومدير إدارة ثروات.. يقيم في كنداء 18اكتوبر 2022م