آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-10:07ص

وطنيون بلا وطن

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022 - الساعة 11:19 ص

عبده المخلافي
بقلم: عبده المخلافي
- ارشيف الكاتب


أخبروا الرئيس ان المجلس قد كفروا عن إيمانهم بعد أن وجدوا من هو أكرم منه

أخبروا الوزراء ان من وضع المناهج هم عصابه ليس لهم تاريخ ولا أبطال ولا شعرا ولا وطن

اخبروا الأساتذة أن طلاب المقعد الاخير قد اشتروا المدرسة

أخبروا الطلاب بأنه لم يعد أبي صالح ولا اخي احمد ولا امي بلقيس

أخبروا الثلايا  والقردعي والزبيري ان ثوار اليوم ليسوا صناعه يمنيه

أخبروا الشرفاء بأن الشرف بات سلعة رخيصة

أخبروا العرب أن صنعاء باتت لغتها الأم الفارسية

أخبروا التاجر ان إكرام الفقير خير وابقى من إعطاء البلطجي والمسؤول

أخبروا طلاب الدنيا ان الآخرة خير وابقى

أخبروا من يرغب بالزواج ان الزواج الجماعي فخ يزيد من عدد القتلى والايتام

أخبروا أنصار الله أن الشعب بات يعرف من ينصرون

أخبروا الأحزاب أن هذا الاسم بات مقترنا بالخراب

أخبروا الموظف ان الراتب عندما اقتطع عن الملايين زادت عقار واستثمارات ورصيد الهلافيت

أخبروا الرجولة بأن الرجال قد استشهدوا

أخبروا الأمانة بأنهم قد خانوها

أخبروا الضمير بأنه قد غاب ورحل

أخبروا الأخلاق بأن الكثير عاجز عن شرائها

أخبروا القيم بأنها ملقاة بالقمامة

أخبروا الإنسانية بأنه لا يوجد انسان

أخبروا الجار بأن من أوصى به قد غيب من أذهانهم ومناهجهم 

أخبروا الشعب بأن المخرج يريدهم بلا هويه

أخبروا القبائل بأن المطارح لم تعد عربية

أخبروا السجناء بأن الوطن كله سجن

أخبروا العوام بأن النخب المتعلمة باعوهم بثمن بخس وطغى عصر الضجيج

أخبروا الأطفال ان ظلام الحاضر آباؤهم شاركوا في تغييب النور عنهم

أخبروا التاريخ بأن المرتزقة والهلافيت والخونة قد انتصروا على 30 مليون يمني

أخبروا الشباب بانكم امل التغيير وامتداد لحضارات قد تجرح لكن لا تموت

أخبروا المرتزقة و العملاء ان الوطنية ليست بالشعارات وانما خدمات تقدم ورواتب تصرف وآمن وأمان وقوانين ونظام ومسؤولية وتبعات وان من انحاز لصف المواطن هو الأبقى فالدجال قد يحيي الموتى لكن يبقى اسمه دجال، حتى ولو ترك الأرض كلها خضراء يبقى الشعب مدرك ان ناره مشتعلة وقد َوصلت إلى بيت.

أخبروا ابن خلدون انه كان منصف عندما قال لو خيروني بين زوال الطغاة او زوال العبيد، لاخترت بلا تردد زوال العبيد لان العبيد يصنعون الطواغيت ولا يبنون الاوطان.

أخبروا المتآمرين ان مكر الله أكبر من مكرهم وانه يعلم السر واخفى .

اخبروهم مجتمعين ان الشعب صباحا ومسا يرحم على عفاش وكأنه الوطن