آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:56م

عجائب اليمن!

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


لطالما كانت الرشوة موجودة وفي جميع الأوقات كانت مدانة بالأخلاق والدين، فأن قبل الوحدة وفي الثقافة الجنوبية وجد موضوع مكافحة الرشوة انعكاسًا حيًا حتى في الأعمال الفنية، وإذا كانت السلطات الحالية تريد تحقيق خفض ولو بسيط في مستوى الرشوة، فمن الضروري لها إقناع الناس بجدية نواياها، وأنها لن تسمح بالتراجع إلى المواقف السابقة للسلطة المتمثل في التراخي مع مفهوم " ادي زلط واعمل غلط ". عندها سيكون المواطن أكثر تعصبًا للوطن، والمسؤولون أقل وقاحة وأكثر خوف من القانون.

المسؤول المرتشي يمتلكه شغفان " الخوف والجشع "، ومن أجل إبعاده عن الرشوة وإثراء نفسه على حساب المنصب من الضروري التأكد من أن الأول يسود على الثاني، فالرشوة إذا ارتكبها المسؤول الحكومي فأنها تسمى عملية فساد، بينما لا يتعلق الأمر بالفساد إذا قام بائع متجول للساعات ببيع ساعة مزيفة بدلاً من ساعة ذات علامة تجارية باهظة الثمن. 

الكثير من الناس على يقين ، بأنه اذا قامت  اجهزة مكافحة الفساد في المناطق المحررة بفحص عملية الامتثال لقوانين مكافحة الرشوة في ادارات ومؤسسات الدولة ، فأن هذه الاجهزة  ستصاب بانهيار عصبي  من اعداد المرتشين ومن كمية المخالفات و الانتهاكات الجسيمة ، لكن الذي يحز في النفس ويبكيها هو ذاك المرتشي الموظف او المسئول ، الذي يطلب الرشوة من المواطن و ثم تراه في الصفوف الاولى من الصلاة في باحة المؤسسة الحكومية او المسجد  ، او موظف متواضع في مؤسسة غير ملحوظة وفي نفس الوقت مليونيرًا سريًا جمع ثروة من عمليات الرشى و الاحتيال غير القانونية ،وذاك يتبوأ مركز مدير بشهادة مزورة او  عبر واسطة ويرتشي بمشاركة ومساعدة الأقارب والاصدقاء ، واخر موهوب يجيد الاستخدام غير القانوني لممتلكات الدولة ويخالف عيني عينك حتى الإجراءات التي تنص عليها قوانين تشكيلة الوفد المشارك في المؤتمرات الخارجية ، انطلاقاً اولاً من مبدأ ادفع مقدما ًحق  سفرك ، وثانيا (روح اقرط لنا ولك ) . 

الخلاصة: إذا لم يكن متلقي الرشوة غير خائف من المساءلة الجنائية، ربما من المفيد اتخاذ إجراءات غير تقليدية ضدهم ، على سبيل المثال ، الكتابة على الأوراق النقدية " الريال " "الرشوة تشكل خطراً على الصحة " ، فالبعض أخلاقه الحميدة تتناقض بشكل حاد مع اوساخ رغباته الداخلية التي تخفي صورة  " وغد "  يستخدم كل شيء لتحقيق هدفه الرئيسي " الربح والاستحواذ " ، كما أن أصل كل الشرور ليس فقط في المسؤولين ، ولكن أيضًا في الموقف الأخلاقي للمواطنين العاديين الذين يقدمون هذه الرشاوى ويصمتون عن الفساد .