آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:15م

فارق الأهداف يمنح الصدارة

الثلاثاء - 01 نوفمبر 2022 - الساعة 10:48 ص

د. عارف محمد أحمد علي
بقلم: د. عارف محمد أحمد علي
- ارشيف الكاتب


طالعتنا بعض من الصحف المحلية خبراً ساراً، وهو تسليم مستشفى عدن العام للشركة المُشغلة  استنادا إلى تصريح مدير مكتب البرنامج السعودي للتنمية ، وأعمار اليمن الأخ المهندس : أحمد مدخلي ، ونظراً للحاجة الملحة للتطبيب من قبل فئة عريضة من إفراد المجتمع المحلي  يُعدُ إقامة هذا الصرح الطبي ، والشروع في افتتاحه من الأخبار السارة المضيئة في وقت عتمة بسبب العوز المادي الشديد لهذه الفئة المسحوقة ، ويعتبر مجهود كبير لكل من ساهم فيه حتى رأى النور – كل هذه الجهود يجب أن تُصب من اجل الارتقاء بالوضع الخدمي الصحي إلى مستويات متقدمة طموحة للأفضل ؛ حيث أن أغلب سكان هذه المعمورة ألمسماه عدن من الطبقة الفقيرة ، والتي تُفاقِمُ عندهم حالة البؤس وتُعلي معاناتهم بشتى نواحي الحياة لخدمات آخري مفقودة – لذا تحتاج مثل هذه المشاريع إلى تدخُل الكثير من الجهات الرسمية لمواصلة قيامها بواجباتها ، والمحافظة على ديمومتها ، والتي تعود بالفائدة على شريحة واسعة للمجتمع المحلي – باعتبارها ضرورة حتمية لضمان استمرارية هذه الخدمة ؛ نظراً للرفض العام من قبل المستفيدين لهذه الخدمة بصورتها الحالية ، وهي دائماً معرضة للنقد ؛ ليصبح هذا الحدث الجديد نقطة انطلاق عظيمة ضد الأوضاع المتردية القديمة ، وبهذا ستحدث نقلة نوعية في الخدمة تُحْسبُ لها ، وتعد دلالة على أن هناك من يسعى لأحداث فعل نموذجي مُضاف بإحلالهِ بدل فعل قديم بائس .

هذه الانطلاقة في افتتاح مستشفى عدن العام صار امرأ واقعاً من اليوم ، وجاء ليؤسس بصيص أمل لتحسين الأداء المهني للمؤسسة الصحية على أرضية "الصحة للجميع" ، وعملية من شأنها بان تعلو بهذا الوضع المتردي إلى وضعٍ أفضلٍ في لحظةٍ فارغة من الزمن ، وكنا منتظرين هذه اللحظة المرتقبة حاضرة في مستقبلنا القريب فأصبح حقيقة معاشة .

ومن هنا نحن نُدين لأخوتنا الأشقاء في المملكة العربية السعودية بالفضل في هذا الإنجاز الثمين ، والتأكيد على العلاقة المشتركة والمتينة التي تُصب في صالحِ تطوير الخِدمة الصحية ؛ لذا نُشيد بالأثر الإيجابي لتواجد مكتب البرنامج السعودي للتنمية ، وأعمار اليمن .

من الملاحظ أن هناك العديد من هذه المؤسسات الخيرية التي تدعم المجال الصحي مثل:مؤسسة استجابة للأعمال الإنسانية والإغاثة الكويتية ، وغيرها عديدة ، ولكن أهم شيء التعريف على أنفسنا ، واحتياجاتنا المُلحة ؛ لذا يجب أن نشق لأنفسنا طرق جديدة للتواصل مع هذه الجهات المختلفة الأخرى ، ومع كل القوى الفاعلة في المجتمع ، والتكوينات الأخرى بمسمياتها المختلفة ، وحتى المنظمات المحلية – كل هذه الجهود يجب أن  تنصب لاستكمال فِكرة وُضِعت ، ومطلوب أن نُحقِقها ، وسوف يكون لهذا الجهد ، وفريق العمل لحظة انتصار فارقة مع الجديد ، وتؤسس للتقارب مع هذه المؤسسات الخيرية لكي تصبح أداه فاعله لتحقيق هذه المهمة التي وُضِعت من قِبلها باتخاذ بعض الإجراءات المناسبة مثل إقامة الندوات ضمن فعاليات ، وأنشطة مختلفة لتعريف مجتمعاتها المحلية ، و"لفت انتباه" للمؤسسات المانحة المُهْتمة بالشأن الصحي إلى الاحتياجات المُلحة لانتشال الوضع الصحي لمحافظاتها بحيث يكون هذا الملتقى دليلاً تعريفاً بعدد من القضايا المتعلقة بالمتطلبات الخدمية ، التنموية الضرورية في أهم قطاع يختص بصحة المجتمع المحلي .

لذا يجب أن تَحمِلَ قيادات هذه المؤسسات مسؤولية  الأمانة التي يديرونها متمثله في نقل رسائل رسمية بان هناك محافظات قريبة من مستشفى عدن العام يحتاج للعون من الكل ، وتظل تناضل من اجلها ما بقيت حتى تتحقق الأهداف المرجوة من وجودها على هرم هذه الإدارات الصحية بمختلف مستوياتها  ؛ انطلاقا من الحديث بمسئوليه شديدة حول تقييمهم بالمخاطر المحتملة لتردي الأوضاع الصحية ، وإظهار حرصهم المستمر من تخفيف معاناة مجتمعاتهم بتحمل عبء المسئولية ، وتحقيق تطلعاته للخروج من هكذا وضع صحي مزري بالدفع بهده المؤسسات الخيرية على التعاطي الإيجابي مع الجهود المحلية المبذولة ، وحشد الدعم الإقليمي ، والدولي لتحقيق الهدف عملاً بتعهداتهم المُعلنة – حيث نحن بحاجة لِمثل هذه المؤسسات الداعمة لتنمية البلدان الفقيرة المتحاربة – حتى تتمكن مؤسساتها الخدمية من مساعدة شعوبها في كثير من النُظم ، وأهمها النظام الصحي .  

إن فشل جهود المناداة ستخلقُ امْتِعاض كبير من المجتمعات ، والقيادات المحلية نحو هذه المؤسسات الداعمة ، وستجعل من الفرد البسيط البحث عن فرص التطبيب في أماكن أخرى حظيت بالاهتمام من مناطق جغرافية قريبه منها لتلبية احتياجاتها الأساسية لهذه الخدمة المُلِحة نظراً لحرمانهم منها في الإطار الجغرافي المناط به تقديم هذه الخدمة مما يولدُ لدى الفرد غياب العدالة الاجتماعية في توزيع المشاريع البنية التحتية بين المجتمع الواحد ؛ بالإضافة إلى تدهور هذه الخدمة في المكان المُستهدف إليه النزوح عند ذهابنا لِطلب وُدِها .

حيث نهدف من هذا المقال تقليص الفارق الكبير ، والهُوة الواسعة بين الجديد الأحدث ، والقديم المُتهالِك خدمياً ؛ بحيث لا يَفقد هذا الصرح مكانته التنافُسية ،ويبقى مُتصدراً للهدف الذي أُنْشءَ لأجله ؛ وما منحته هذه المُقدرات المادية صدارة التفوق عن غيرها من المرافق الصحية الأخرى.

إذاً الحُبَ بأداء المُهِمة المُناط بنا بعد تقبُلِنا طواعية بِتحمُل مسؤولية الأمانة بأدائها ستَخلقُ قيادات محترفون مُؤَثِرون بشكلٍ جيد في مجال وظائِفهُم ، وستُحْدِثُ بذلك فرقاً مُذهِل في مسيرةِ العملِ بأكملِها ، وسيتحتم على ذلك الجهد نجاح بشكل يُفاجئ الكل .

ومن هذه القاعدة المتينة فأن إدارات الخدمات الصحية في المحافظات القريبة من عدن ليس لديها أية أسباب لتعليق هذا التوجه في هذه المرحلة الحرِجة ؛ لذا يجب أن نُغير تفكيرنا في إدارةِ ما تحت أيدينا – يجب أن نبتكر خطوط عمل فاعِلة في استقطاب الجديد بوضع خُطط تفصيلية واضحة لتأمين الإمدادات الضرورية ، واستدامتها في محيطهم الجغرافي ؛ لأن من أبرز أسباب السقوط هو عدم التفكير خارج الصندوق – بحيث نُروُج لبعض هذه الأفكار للحصول على الكثير من هذه الأمنيات التي كانت فِكرة مشروع ، وستصبح حقيقة قائِمة بمشيئته ؛ يجب أن نتفاعل مع الواقِع المُعاش كمُعادلة تتطلب المُوائَمة بين القدرة على مواجهة التحديات الداخلية ، ولفت انتباه الخارج إلينا بإيجاد فرصة لِحلول تكون أكثر تأثيراً في إحداث تغيير في البيئة الصحية لهذه المحافظات ، وليس الانتظار حتى يتحسن وضع جار الدار.