آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-06:31م

من يقود التمرد ضد المجلس الرئاسي ؟

السبت - 29 أكتوبر 2022 - الساعة 09:54 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


سلسلة تمردات تقودها جماعة قدمها مع الرئاسي، وقدمها الأُخرى ضده ، هدف هذه التمردات إضعاف مجلس القيادة ووسم قراراته بعدم القدرة على الإنفاذ. 
ما يحدث في الجوف من تحشيد بدعم من مأرب ضد إقالة العكيمي ،المتهم بتسليم المحافظة للحوثي، والفشل في حرب الدفاع عنها، هو امتداد لتمرد سابق كان مسرحه شبوة، وهو في ذات الوقت رسالة مفادها ممنوع اتخاذ أي قرارات تصوب المسار العاطل ،مالم يكن هناك موافقة إخوانية مسبقة. 
الواقع أن الإصلاح فرض نفسه كمعطل للتوافق وكاسر للإجماع، وما يحدث في الجوف الآن وفي شبوة في الأمس سيحدث غداً في حضرموت ،في حال خطا المجلس الرئاسي خطوة بإتجاه الإعداد لمعركة جادة مع الح وثي ،بإخراج المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب ،وإعادة تصويب وظيفة القوات المسلحة ،من نهب الثروات إلى إستعادة الأراضي المحتلة. 
وإذا كان هذا المثلث شبوة الجوف حضرموت مثلث تمرد ، فإن المساس بتعز حيث نموذج دولة الإخوان وعمود خيمة بقاء الجماعة، سيكون بمثابة الإنفجار العظيم الذي سيدمر آخر ماتبقى من تقارب ، في مجلس قيادة يحارب من أجل الحفاظ على آخر شعرة تماسك يحول دون إنفراطه. 
رسائل الإصلاح واضحة تماماً، وممنوعاته مقروءة جيداً ، لا تعيينات في الهيكل العسكري الإداري من دون أن يحصل على بصمة الإصلاح، ويستجيب للاءاته، ومن دون وضع الإصلاح في حجمه الحقيقي وداخل سياقات التوافقات وليس أكبر منها ومقرراً لمساراتها  ، فإن مجلس القيادة يصادر حقه في إتخاذ القرارات ،  ويحول وحدة القيادة إلى مربعات متصادمة ، تخدم تغول أحد أطرافه بولاءاته المزدوجة ، وإبقاء الوضع على ماهو عليه ضعفاً على ضعف،  بما يؤجل إستحقاقات المعركة أو يعطلها إلى الأبد. 
إذا كان لدينا إرهاباً حوثياً ، فلدينا أيضاً إرهاباً مكملاً له متخادماً معه، داخل المجلس الرئاسي وخارجه، إسمه الإصلاح ، ولن يستقيم الوضع ما لم يتم تقليم أظافر الإثنين معاً.