آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:26ص

هنيئاً لكلية التربية يافع..عميدها المميز والرائع

الخميس - 27 أكتوبر 2022 - الساعة 09:36 م

‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
بقلم: ‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
- ارشيف الكاتب


كم هو جميل أن يتم تداول عمادة كلية التربية يافع وتجديدها باستمرار،والأجمل أن يكون التجديد من بين أساتذتها المقتدرين الذين يحرصون على مواصلة النجاحات وترك بصماتهم الخاصة في إطار العمل الأكاديمي الذي يشترك فيه الجميع كفريق واحد، منذ إرساء هذا التقليد في عهد أول عميد للكلية زميلنا طيب الذكر د.عبدالرحمن الوالي.
لم استغرب تعيين العميد الجديد د.عبدالرب صالح علي، بل سررت مثلي مثل بقية زملائي في الكلية في أن يتسنم هذا المنصب عن جدارة واستحقاق فهو تربوي وأكاديمي وناشط مجتمعي لا يشق له غبار، وقبل ذلك إنسانٌ قمةً في الأخلاق والعطاء والإخلاص والنزاهة والتواضع، وسبق له أن شغل منصب نائب العميد للشؤون الأكاديمية خلال الأعوام 2016- 2019م، فضلاً عن كونه جاء من بين أساتذة الكلية الذين صنعوا نجاحها منذ السنوات الأولى لتأسيسها وكان أحدهم.. حيث التحق منتدباً في الكلية عام 2000م حينما قدم إلينا شاباً مفعماً بالحيوية والحماس، قبل أن يوخِّط الشَّيب شعر رأسه، ثم معيداً بعد ثمان سنوات انتداب قضاها – قضاها مثل بقية زملائه- دون حقوق وهي فترة طويلة ما زال الكثير يعاني منها وتقيِّد تطلعاتهم وانطلاقتهم العلمية والأكاديمية،  فضلاً عن كونه قدم من الوسط التربوي، حيث عمل قبل ذلك مدرساً في الفيزياء في مشألة –يهر بعد عام من حصوله على البكالاريوس في العلوم والتربية، تخصص فيزياء من جامعة عدن عام 1998م. وخلال فترة انتدابه عمل في سلك التوجيه والإشراف التربوي خلال السنوات 2003-2008م في مديرية الحد، منها ثلاث سنوات رئيساً لقسم التوجيه والإشراف في المديرية، فجمع بإقتدار بين عمله الرسمي وبين أداء مهمامه في الكلية منتدباً، متجشماً عناء التعب والتنقل.
واستطاع أن يواصل تخصصه الجامعي فحصد الماجستير في التربية  2008 بامتياز، ثم الدكتوراه 2014م بامتياز مع كثيرين غيره من المنتمين إلى الهيئة التعليمية للكلية، ممن زادت أعدادهم، بعد أن كان عددنا الحاصلين على الدكتوراة أقل من أصابع اليد الواحدة عند التأسيس، وهذه من الثمار العلمية للكلية التي تزخر اليوم بالكفاءات في مختلف التخصصات.
وللدكتور عبدالرب بصماته الواضحة في العمل الاجتماعي –التربوي المثمر، الذي يقوم به بكل حماس وإخلاص، وهو ممن يعمل بصمت، بلا كلل ولا ملل وبعيداً عن الضجيج الإعلامي، وهذا ما أكسبه ثقة الداعمين الذين اختاروه عام 2016م مديراً تنفيذياً لمؤسسة يافع للتنمية البشرية، وأسهم من موقعه هذا في عدد من الأنشطة منها تنفيذ دورات تقوية لخريجي الثانوية العامة في مديريات يافع لإعدادهم لامتحانات القبول في الجامعة، ودورات لفنيي المختبرات المدرسية لجميع المدارس التي يوجد فيها مختبرات في مديريات يافع، وكذا دعم أنشطة كلية التربية يافع في أسبوع الطالب الجامعي ودعم حفل تخرج طلاب الجامعة، وإعداد برامج لتطوير مهارات المعلمين في مهارات التدريس في مدارس متعددة في مديريات يافع، والمشاركة مع مؤسسة المرحوم الشيخ صلاح جابر بن شعيلة في إعداد دراسة التعليم الالكتروني في يافع، ويسهم باستمرار في معالجة أوضاع كثير من الطلاب الأذكياء، وإلحاقهم في التخصصات التي تواكب ميولهم وقدراتهم العلمية، ويحرص على متابعتهم والزيارة لأماكن إقامتهم في عدن، وغير ذلك من النشاطات التي لا يمكن حصرها، والتي يشهد له بها الجميع .
والدكتور عبدالرب ممن جمعوا بإقتدار بين عملهم الأكاديمي والوطني، ولا غرابة في ذلك فهو سليل أسرة ومنطقة أنجبت كثيراً من الأبطال والمناضلين، أبرزهم الشهيد البطل صالح أحمد الفلاحي، وقد التحق بالعمل الوطني الجنوبي من مراحله الأولى ضمن حركة (حتم) ثم الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية في محافظة لحج، وكان أمين سر قائد المقاومة الفقيد البطل أحمد علي السعدي (أبو محمد الحدي)، وفي 2015م شارك في معارك الدفاع عن الجنوب في جبهة (بلة) تحت قيادة الفقيد أحمد السعدي، ثم انتقل معه إلى جبهة الكود بأبين، وكُلِّف بقرار من الرئيس عيدوس الزُبيدي رئيساً لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في كلية التربية يافع، ويحظى بقبول كبير لدى زملائه الأكاديميين، ومكانة متميزة لدى طلابه، وتربطه علاقة وطيدة بالمشائخ والشخصيات الاجتماعية في يافع وخارجها، ونظير عمله التربوي والأكاديمي والإجتماعي المميز مُنح جائزة العر للإبداع وخدمة المجتمع عام 2020م من قبل رعاتها الكرام (آل بن شيهون). 
فهنيئاً لكلية التربية –يافع عميدها الجديد، مع تمنياتنا له بالتوفيق والسداد، مع نائبيه الزميلين د.عدنان سعيد ثابت نائب العميد لشئون الطلاب، و د.فضل عبداللاه الحياني نائب العميد للشئون الأكاديمية، ونثق أن العمادة الجديدة مع جميع أعضاء الهيئة التدريسية سيعملون بروح الفريق الواحد كتقليد ترسخ في نشاطنا الأكاديمي في إطار الكلية منذ تأسيسها، وهذا سر النجاحات التي تحققها كليتنا رغم الإمكانيات البسيطة والظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.