آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:09ص

الرعب..من النعجة!

الخميس - 27 أكتوبر 2022 - الساعة 06:41 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


كانت أحداث تدور في منامي كانت متعبة جداً جداً!! كنت مع تلك الأحداث في المنام وانا فوق سطح البيت نائم ،وكأنها تتسلق البيت ،أظنها وحوش من شدة  ظلمة الليل، وكانت تمشي على حذر،وطأت أقدامها على سطح البيت بهدوء، وكأنها اقتربت مني،ولا اعلم ماهي بشكل دقيق،فقلت لعلها نمور أو أسود ضارية ، اشتد خوفي منها بشكل لا يتصور،،،كانت محيطة بي من كل مكان!!

بينما أنا في (الحلم) فوق سطح البيت وإذ انا بوادي خرب، اسمع اصوات الناس و صوت البحر ولا أستطيع التخاطب معهم ولا النظر إلى ـ البحر ـ ويخّيل إليّ أن أنيابها بارزة مما يخيفني ويزداد خوفي.....
لكن لم يكن لي بد إلا أن أتعامل معها ففيها  المواصفات التي تتناسب مع المكان لحمايتي أو تشغل الوحوش في المكان إذا كثرت حتى ـ أتمكن من الخروج، إذ أن الوادي  لا يعيش فيه سواي معها، وبالإضافة إلى ذلك كان ذلك الوادي على امتداد سلسلة جبلية طويلة، وخلفه خليج بحري جميل ،حيث  توجد بعض الآبار يمتصها (فيل) بخرطومه الطويل وشكله الضخم؛ لا تستطيع مشاركته، وكان المرعى الذي هو فيه (الفيل)"ملكا لجدي"  وكان مرعى جيد ووفير، لكن لايمكنني الاقتراب منه ،وأنا أحاول الاختبئ في جرف قريب حتى تشرق الشمس وحينها تبان طرق النجاة.

وعلى العكس من ذلك أترقّب تلك الحيوانات أو الوحوش ويبدو أنها  قررت المكوث في ذلك الوادي ، لا أتذكر بعض التفاصيل مما يحدث من هول - الخوف؛الذي وجد منذُ وجودها....

ويبدو أنها قد عاشت حياة صعبة من قبل ؛فهي حيوانات تعيش أما في والأودية أو الصحراء ولايظهر عليها عيش الغابات،وكان يظهر عليها ذلك حين أطلت النظر فيها،وكأنها تشكو من حالة التنقل والترحال من مكان إلى آخر .

وبالفعل قامت تشم روائح المكان، أين المكان المناسب لتنزل به؟ أو يكون الانطلاقة منه، ولكن ما حدث أنها لا يمكنها الاستمرار في تلك المنطقة حتى تشرق الشمس،فمن أبرز مانظرت إليه السمن الظاهر عليها ونعومة الشعر والجلد...

هنا بدأت أتمالك نفسي شيئا فشيئا وأتساءل ماهذا الشئ الذي أمامي؟ لم استطع التفكير فيه كثيرا ؛لان الوضع الذي أعيشه لا يسمح لي بذلك، الليل، والخوف، والوحشوش، أسباب تجعلك تفكر في الأمر الواقع، وهي من تملي عليك الحلول السريعة، وقد تكون عشوائية وقد تكون غير ذلك، حاولت استخدام حيل أو إشارات تبعد عني تلك الوحوش، وكان مما أتذكره في ذلك الليل؛ أن أطلقت صوت يفوق الأصوات التي كنت اعرفها ! حتى سمعت صداه من الجبال، قلت في نفسي هذا عمل رائع لعل صوتي يصل إلى أماكن بعيدة أو يسمع من لا يستطيع السمع فقد يبلغه صوتي ،وايضا حين تسمع الوحوش هذا الصوت القوي لعلها تهرب أو تبتعد وتترك المكان.

كنت استغرب من قوة الصوت الذي خرج ..أدركت ذلك مباشرة أن صوت والخائفين، والمظلومين، لا يستطيع أحد أن يقلده غير من يعيشه ؛لأن المعاناة هي من تصنعه...

وما هي إلا لحظات وتهرب تلك الجموع من المكان الذي تجلس فيه،ولكن بقي اثنين من بين تلك المجموعة لم تنتقل مع بقية القطيع وبقي أحدها رابض بجانب الإناء الذي أكمل مافيه من غذاء ،والاآخر بمفرده كان يأكل بشراهة  وقد رحل الجميع عنهم. حاولت مخافتهم ولا تتحرك، والذي يأكل لازال مستمر في الأكل. فقلت في نفسي لابد من التعايش معهم، كيف لي البقاء خلف الصخور والى متى؟ وكنت أفكر كثيرا ،كيف التعايش مع حيوانات لاتحسن التفكير؟! كيف يمكنني أن أبني بيت لحيوانات؟ وأقوم بخدمتهن!! يالله يالله .كيف المخرج؟ فقد سئمت من حياة (الاختبئ) اريد الحصول على حياة مريحة.

وظن أن الوادي هو الأنسب للحياة، وبالفعل كنت أفكر بالبحث عن مكان مناسب للمكوث فيه بأمان، وحين كنت اتفقد المكان المناسب للعيش قد ذهب كثير من خوفي من تلك الحيوانات ؛لانها لاتتحرك، فهذا قاعد بجانب الإناء، والآخر مستمر في الأكل. وحتى ظلمة الليل حاولت التعايش معها حتى استطيع إنقاذ نفسي.

وكاد أن أنظر إلى هضبة مرتفعة وكنت أرغب المكوث بها ، وإذا بذلك الحيوان الذي كان مستمر في الأكل قد تحرك نحو الهضبة، فخفت منه وجلست مرتعب، وكان السكون يملأ الكون فلا مجيب لدعواتي. فجلست خلف صخرة كبيرة والرعب يملأ صدري، ونبضات قلبي تزداد. أنظر بكل إتجاه ولم أرى أحد ... فكنت على تلك الحالة التي يرثى لها، حتى ظننت ان الشيطان سيرحمني! فكان لابد لي من عمل أعمله يذهب عني الخوف ويخرج الخوف من صدري ويجعلني اواجهه ذلك بكل بسالة! لكن لا جدوى فقد تملك الخوف جسدي كله.

وانا على هذا الحال المزري،أحسست بالحرارة تزداد فوق جسدي النحيل ووصلت الحرارة إلى عظمي، حينها صحت وصحوت من النوم! وقد طلعت الشمس وانا على سطح البيت، وإذا با النعجة في الواقع هي من ارعبتني وهي من تأكل غذائي حين كنت نائم!!.