آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:27م

الموهوبونَ المبدعون!.. ثروةٌ مهدرةٌ.

الأربعاء - 26 أكتوبر 2022 - الساعة 09:17 م

د. مجيب الرحمن الوصابي
بقلم: د. مجيب الرحمن الوصابي
- ارشيف الكاتب


ما معنى أن تكونَ الدكتورةُ (مناهل ثابت) رئيسةَ لجمعية عباقرةِ العالمِ رغمَ صغر سِنّها ؟!، العلماءُ المختصون يعدّونها من أذكى الناس الأحياء على سطح الأرض، تستعينُ بها الوكالة الدولية للفضاء (ناسا) لقياس المسافات بين النجوم، وقد نجحت بالفعل في وضع قوانين لقياس المسافات بين المجرات!


     كيف لا؟!... و إنسانُ هذهِ الأرض يستندُ على تاريخ حضاري يتجاوز العشرة آلاف عامٍ  أنشأ ناطحات السحاب والقصور، أنظمة قنوات الري والسدود ونحت الجبال، واخترع الكتابة ( إنسان هذه الأرض موهوب بالفطرة)

    عندما شعر العرب بحاجتهم إلى تدوين تاريخهم كان تاريخ اليمن وملوك حمير أولَ مدونةٍ سرديةٍ عربيةٍ  بأمرٍ من (معاويةَ بن ابي سفيان) لعبيدةَ بن شريةَ الجرُهمي ؛  بدايةَ لتاريخهم الملهم  بغض الطرف عن كلّ الحضارات التي استوطنت جزيرة العربية،  ولم يكن (القرآن الكريم) وحده أول كتاب عند العرب إلا لو قيّدنا هذا الرأي بالعرب (المستعربة) فهذا (كعب الأحبار) يروي عن كتب قرأها في صنعاء قبل اتصاله بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومروياته المتغلغلة في علوم الدين المختلفة.      

  يمكن الاطمئنان إلى أن البدايات الإبداعية هي يمانية؛   فلم يعرف العرب أصلا إلا باليمن فهم العرب (العاربة) الأصل، ويبدأ الشعر العربي بفحولته من (امرئ القيس الكندي اليماني) والكندي أيضا لقب فيلسوف العربية الأول.

 أما شاعرُ العربية الأوّل (ابو الطيب المتنبي ) وأوفرهم موهبةَ بإجماع كل النقاد قديما وحديثا؛ لا يهدأ في التنويه في كل مناسبة إلى كرم أصله (اليماني) :    
ومجدي يدل بني خندفٍ..... على أن كلّ كريمٍ يماني

   يمكن تقسيم تاريخ الموهوبين حسب الإنجازات الثقافية العلمية - من خلال الملاحظة والدراسات مع وجود استثناءات لمن قد يُشتبه أمرهم بأنهم موهوبون- إلى ثلاثة أصنافٍ:  
أولا : منتجو الأفكار 
          أي المنتجون للأفكار بطريقةٍ إبداعيةٍ ونشير هنا إلى الحكماء والفلاسفة والشعراء البارعين والروائيين وكتاب المقالات والقصص القصيرة؛ وليس من يقرؤون الأدب أو يحبون الفلسفة والتاريخ، إنما الفلاسفة والمؤرخون، أي الذين ينتجون شيئا لم يسبقهم اليه أحد، وأيضا من ينتجون مختلف الفنون، والألحان الجديدة؛ ويجب التمييز بينهم وبين من يحبون الفن أو يتذوقونه. 
هؤلاء هم الموهوبون حقا في مجالات العلوم الإنسانية والعلماء النظريين والتجريبيين لا المتحمسين للعلم . 
     ويمكن إلحاق الإعلاميين المبدعين إليهم ، وقادة الرأي العام وليس المهادِنين المنافقين.
ثانيا :منتجو الأشياء المادية بطريقة إبداعية 
   هم الموهوبون المخترعون الذين يتمتعون بخيال كاف في العلم والتكنولوجيا لتطوير منتجات قد تحصل على براءة اختراع مثل: الأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية  وتطبيقات الحاسوب والمعدات الطبية وأجهزة الاتصال المعقدة إلى أبسطها مثل ( مصيدة الفئران ) وفي المجال الفني فهناك النحاتون والمهندسون المعماريون ومهندسو التصاميم الذين تركز مواهبهم على تطوير منتجات ذات قيمة عالية في النواحي الجمالية أو الوظيفية .
يمكن إضافة الى هاتين الفئتين 
   من يقومون بتأدية الأعمال بطريقة إبداعية كالغناء والموسيقى والتمثيل و مختلف أنواع الرياضات الجسدية والعقلية ومن يقدمون الخدمات الإنسانية بطريقة إبداعية مثل المعلمين الموهوبين المجددين والمنوعين ىفي أساليبهم وأنشطتهم
أضف إليهم القادة السياسيين والعاملين الاجتماعيين المبدعين، والنشطاء السياسيين المحنكين
وثمّة عناصر خمسة مركزية حاسمة تسهم في ظهور الموهبة هي:
ذكاء عام عال ، استعدادات خاصة مميزة ، سمات غير العقلية مساندة ، وبيئة تتصف بالتحدي والأمان، وأخيرا الحظّ الذي يبتسم في فترات حاسمة من حياة الإنسان.

مجيب الرحمن الوصابي