آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:25م

إشفق عليهم يازوربا الحم يري. هم ضحايا عنصرية مزمنة كمرض السكري

الثلاثاء - 25 أكتوبر 2022 - الساعة 03:53 م

محمد المقبلي
بقلم: محمد المقبلي
- ارشيف الكاتب


لن يصدق المشرف الذي وضع يده والمقص أول الإنقلاب على رأسك ان رأسك الجميل الذي يهتز وينتشي كطائر السعد مع كل ايقاع وترددات روحية ضمن الطقوس الشعبية في السلم والحرب وبات ملاطف الحميدي في المونديال و يطل من على شاشة عربية كأول سفير للفلكلور الشعبي  البرع اليمني وفي المدرجات... انت  لاتمثل اليمن المزيف لذلك يتهامجون

يؤرقهم سؤال من اين جئت بكل ذلك الشغف والخفة والملامح التي اكسبتك هوية خاصة بشعرك الذي يرقص ويجذب المجاذيب كلما سمعوا دقتك المميزة وانت الذي وطأت اقدامك دور اوبرا وملاعب عالمية ولا ادري كيف شعورك واستيعابك للإنتقال من خيمة الأعراس الى دار الأوبرا في القاهرة ومن ثم إلى المونديال والشاشات... هذا إعلان زمن جديد يركل العنصرية بأقدام الموهبة وينقل العنصرية الإجتماعية الى شاشات التلفزة العربية كفضيحة مدوية تناسلت من المستنقع الهاشمي مصدر البعوض والملاريا التي اصابت ضمير اليمني وروحه في مقتل وخصوصا الخيرية الإنسانية كلمة السر في الحضارة اليمنية "أهم خير أم قوم تبع"الخيرية هي إنسانية حرة ومتساوية

كلما شاهدوك تنفجر بداخلهم صنافير العنصرية كضحايا لها يعتقدون أن العالم مصمم وفق تفكيرهم والتراتبية التي تمنعك من الجلوس برأس الديوان هم يرون العالم ديوان يحاكي ماورثوه بوعي ولاعي من إرث وفوارق حاولت ثورة ال ٢٦ من سبتمبر ان تمحي هذا العار وخصوصا في الوصمة التي الغت كليا المختلفين دينيا ولونيا كاليهود والمهمشين كجرح عميق ومفتوح  في الهوية اليمنية  والعنصرية المهنية

أظن انك لن تأبه كثيرا وقد تتألم لكنك ستنام بشكل جيد وتتناول وجبة الإفطار في مكان هادئ وموسيقى هادئة بطبعك الطروب الشغوف بموهبتك وتدور في بالك خيالات ابتكار حركة جديدة تضيفها الى فرادتك ونبوغك وانتقالك من المحلي للعربي واتوقع للعالمي..فماذا لو تطور الإيقاع الشعبي اليمني اكاديميا وابداعيا عبر السنين.. سيذهل طبعا

ولو أن كازنتزاكيس الروائي اليوناني استمع لايقاعك الذي يجعل الدماغ يبترع قبل الأقدام لأدرك السر الروحي في الفنون الشعبية اليمنية وأطلق عليك زوربا الحميري وقد اسميتك انا وكنت انتظر زوربا حميري يأتي وكلما ظهر احدهم قلت انت.. قلت هذا.. حتى رسيت عليك وفق مقارباتي العجيبة والترددات الروحية التي تصلني كلما شاهدت فنك

انا عشت قبل سنوات كيف جلبت العشرات في برعة عرس احد زملائي حينما نادوك نداءا جماعيا.. "حرازية ياملاطف.. حرازية" كان ذلك في عرس زميل لي من حراز بني اسماعيل كانوا يحلقون ويبترعون بنشوة عالية  بينما كان خيالي يتساءل من كان الإنسان اليمني الأول الذي ابتكر هذا الرقص ولماذا اختار تلك الحركات والتفاصيل في البرعة التي تعكس مناشط الحياة اليومية والطبيعة كيف حدث ذلك اول مرة.. ياللعجب.. مايزال الشخصية اليمنية سر كبير لم يكشف بعد

اظنها روحك التي اوصلتك لبعض من شفرات الفن الشعبي ورقصة البرع الذي اضفت عليها بروفايلك ووسامتك ايضا وابتسامتك فلم اشاهدك غير مبتسم الا حينما تم عقابك من قبل مشرف حوثي أول الإنقلاب كونك خالفت الهوية الإيمانية بجمال شعرك ايهاالمنتمي للهوية اليمنية وفيضها الروحاني البديع
ادري ان شيئين لاتساوم فيهما طاستك وشعر رأسك الجميل

طاب يومك.. إن صدفت  اليمنيين في الميادين العامة خارج فعالياتك الرسمية إمنحهم دقائق يحلقون ويبترعون ويتذكرون البلاد التي يغتلي في أسى مقلتيها يمن بردوني ثاني.. وفي أسى مقلتيها يغتلي يمن.. ثان َكعرف الصبى ينآى ويقترب.. اليمن الطبيعي قبل مستنقع العنصرية الذي سيردم