آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-09:17ص

على طريق المصافي

الأحد - 23 أكتوبر 2022 - الساعة 12:00 ص

عيظة بن ماضي
بقلم: عيظة بن ماضي
- ارشيف الكاتب


من الوهلة الاولى سيذهب فكر القارئ الى طريق البريقة او مدينة الشعب والحسوة وجولة كالتكس في الباسمة عدن كونها إرتبطت إرتباط وثيق مع المصافي كمنشاة حيوية هامة يشارُ لها بالبنان كمكسب قومي وصرح إقتصادي عريق.

نحنُ هنا اليوم سنتحدث عن الحُلم الحضرمي الذي طالما عاشه الحضارم بمختلف شرائحهم وإنتمائاتهم على هذه الارض المعطائة للخيرات ولعل اهم هذه النداءات والمطالب بهذا المنجز العظيم نجدها في المطالبة بإنشاء مصافي حضرموت لتكرير النفط الخام ولاسيما إنها ارض النفط والثروات.

إن وجود مصفاة لحضرموت له ابعاد اقتصادية وتنموية كبيرة على ارض حضرموت عامة في الحاضر وسائر مناطق الجنوب  مستقبلاََ بعد التطوير والتوسع التدريجي وفق دراسات تبنىٰ على اسس علمية وتنموية شاملة لكافة الجوانب الفنية والهندسية التقنية الحديثة.

سيتحدث الكثيرون عن إن هذا المنجز يحتاج إلى اموال وجهود كبيرة قد يشخصها الغالبية بالتعجيزية ولكن حضرموت غنية بذاتها ورجالاتها ومقوماتها التنموية الكفيلة لإقامة وتنفيذ أي نشاط إقتصادي حيوي تنموي يخدم حضرموت الأرض والإنسان وفق المعايير والأنظمة الحديثة اقتصادياََ وتنموياََ وعملياََ.

من البديهي الحديث عن مدىٰ المجازفة او المخاطرة في إنشاء مثل هذه المشاريع العملاقة في ظل الوضع الحالي الذي يسود المنطقة وهذا شي لا يخفىٰ على الجميع ولكن حضرموت قد تجاوزت الحديث عن الإستقرار الامني بتحقيقه على ارض الواقع وقطعت في هذا المجال شوط كبير يضرب به المثل في الإستقرار والإستتباب الأمني مقارنة بكافة المحافظات الأخرى وهذا دافع كبير لتنفيذ مثل هذا الصرح الإقتصادي التنموي.

إن حديثنا عن اهمية إنشاء المصفاة سوف يأخذنا إلى التوسع في موضوع المشتقات النفطية وحاجة السوق المحلية لها واهمية هذا المشروع في إيجاد استقرار نوعي عند التشغيل وبدء الإنتاج ولو للمشتقات الاساسية كمرحلة أولى ولكن الفكرة السليمة تتمحور حول الإنشاء التسلسلي للمشروع بالنمط التدريجي او بمعنى اخر هو إنشاء المصفاة على مراحل من الإنتاج المحدود للمواد النفطية الاساسية وبكميات تساهم بشكل اولي في حلحلة أزمة تزويد محطات الكهرباء بالمحروقات لتجاوز هذه المعضلة الشائكة في المقام الأول.

يعلمُ الجميع مدىٰ تفاقم ازمة الطاقة الكهربائية وآثارها السلبية المنعكسة على نمو و إزدهار الإقتصاد والحياة المجتمعية بشكل عام وإن هناك دور إيجابي كبير في حال تم إنشاء المصفاة التي ستزود محطات التوليد بالوقود الكافي لسد جزء من العجز التوليدي وكذا تقليل الأعباء على السلطة المحلية في توفير الوقود والمشاكل المصاحبة لها.

ولا يمكننا هنا ان نتجاهل الدور الكبير الذي سيشغله المصفاة في ايجاد فرص عمل كثيرة وصقل مواهب متخرجي التعليم العالي في المجال النفطي والكيميائي وكذا الأيدي العاملة التشغيلية والمنتجة عبر المراحل المتقدمة من المشروع البتروكيميائي الحيوي العملاق في نهاية المطاف بعد استكمال كل التطويرات الملحقة بالمنشأة.

وفي الختام نؤكد على إن هذا المطلب مشروع لارض حضرموت وعلى الحكومة تسهيل وتيسير إقامته وعلى السلطة المحلية تشجيع رأس المال الحضرمي للمساهمة في هذا الإستثمار والمنجز العظيم الذي سوف يُسير عجلة التنمية والنمو الإقتصادي والإستقرار المجتمعي.