آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

العنوسة في اليمن

الأربعاء - 19 أكتوبر 2022 - الساعة 12:25 م

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


أقرأ حكايات كثيرة لفتيات في نهاية العشرينات و الثلاثينات وحتى الأربعينات وما بعدها . يتحدثن بحسرة كونهن لم يتزوجن ولم يحالفهن الحظ حسب قولهن بتكوين أسرة والإنجاب .

بعضهن تستهويهن كلمة عانس لتجلد نفسها ليل نهار بهذا اللفظ وترضي المجتمع والمحيطين الذين لا يرونها إلا عانس .

وبعضهن تقفل على نفسها خشية من سماع تعليقاتهم المجحفة بحقها رغم رجاحة عقلها وحياتها التي لاتوصف ولا تقارن

ولا ترى الشباب من الرجال لديهم مشاكل ولايتحدثون عن فكرة تأخرهم في الزواج أو حتى عدم زواجهم بكون الموضوع اختيارهم فهم في مجتمع يتيح خيارات متعددة للرجل ولكنه يقولب اختيارات المرأة في حدود المسموح والممكن .

الرجال لا يتحدثون بانكسار عن عدم ارتباطهم أو تكوين أسرة بل ويعتبرونه نوع من حريتهم الشخصية التي لايمكن أن يفرطوا بها وهم فعليا لايواجهون ضغطا مجتمعيا يعنفهم بألفاظ جارحة أو خارجة بسبب تأخرهم عن الزواج بل ويعتبرون عدم زواجه رجاحة عقل فهو يكون نفسه ويعيش حياته والزواج لن يفوته .

بينما هو نفس المجتمع الذي ينصب ساحة محاكمة للأنثى التي لم تتزوج ويعتبرها خارجة عن الطبيعة وغير مرغوب فيها ويخنقها بنظرته التي تجعلها توافق على الارتباط بأول شخص يدق بابها حتى وإن لم يكن مناسبا بحجة جربي عوضا عن مرور العمر حتى لا تفقدي فرصك في أن تصبحي أم .

نظرة مزدوجة لموضوع واحد يعطي نوع من البشر التميز على حساب النوع الآخر الذي يعاني من الاضطهاد بسبب نفس الموضوع .

الفكرة أنه لايحق لأحد أي كان أن يحدد لأي إنسان أنثى أم ذكر طريقة عيش حياته أو أن يعطي لنفسه الحق في قولبة حياة الآخر بحجج تقنعه هو أو مجتمعه حتى يفرض أراءه ومعتقداته .

لكل إنسان الحق في اختيار حياته سواء في الزواج أو في عدمه في الانجاب أو عدمه في اختيار نمط حياته الذي يناسبه. ولاتنتهي الحياة عند اختيار واحد لأنثى بينما تتعدد الأنماط للذكر. الحياة خلقت للذكر والأنثى وخياراتها طرحت لهما بكل جوانبها وكل مخلوق له عقل يميز مايناسبه وما لا يناسبه عليه فقط أن يهتم بحياته ويترك للأخرين حق اختيار حياتهم .