آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

ما هكذا تورّد الضرائب يا أبين !

الثلاثاء - 18 أكتوبر 2022 - الساعة 08:52 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


مع الأمن والأمان تحلو الحياة ويصير الرخاء الاقتصادي والاجتماعي للجميع بما فيهم؛ عصابات الأموال إذا رجعوا وتابوا ...
فالأمن والأمان ،هما عماد كل جهد مبذول لهدف تسعى إليه كل الشعوب والمجتمعات؛ من أجل البناء!
ان تقدم الأمم واختلالها، سببه الرئيس ـ الأمن ـ حين يكون التعدي على الأفراد وتسلب منهم حقوقهم وتأخذ عنوة ممتلكاتهم.
لكن إذا توحد العمل الأمني ، يعكس ذلك بين المجتمع وتتوحد الكلمة ويتم تبادل المنافع وتنتعش الأسواق.
لذلك قامت الدول والتشريعات من أجل تنظيم سير الحياة بين الأفراد والمجتمعات.
ووصل التشريع الإسلامي وحتى الوضعي إلى عدم ترويع الإنسان بأخذ أمواله وإشهار السلاح عليه ويعتبر جريمة، ودعت التشريعات والقوانين إلى إقامة الحدود وتنفيذ القصاص فيمن تجاوز إلقوانين المتعارف عليها.
حتى ترد الحقوق إلى أهلها.
وحين تسمع عن ابين وعن ابناء ابين من خارجها يصيبك الذهول والأسف !
لقد عُرفت ابين برجال الاقدام  والتضحية والكرم حتى وإن كان بهم خصاصة!
نعم هناك من وطننا الحبيب ستجد من أمثالهم المزيد ،لكنك سترى وجهاً آخر للتعاملات فيما بينهم والاخرين !
وستعلم كم هو الفرق بين (أبين الباسلة )وغيرها للأسف الشديد !
ويكون الالم أكثر ،حينما تتأكد بنفسك وتتعايعش مع أفراد آخرين وترى أننا لسنا  مواطنون نستحق المواطنة،وتلاحظ السكوت من القيادة و هذا "عار" يمارس في أرضنا والذي لحق بنا وكان  سمة لأبين....
أعرف ان هناك خجل بين أوساط الرجال وما أكثرهم في أبين!! لكن أصبح أهل ابين الوحيدون كأنهم في البلاد اذا لم نجد حل لهذه الظاهرة القريبة عن مجتمع أبين!
اننا نعمل أعمال خارج نطاق العرف والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تربى الكل عليها من عزة في النفس مما جعلت سمة لرجالها ؛عشّاق للكرم والجود!
ان دمائنا المسفوكة من خيرة رجالنا المتوزعة على امتداد اليمن ؛ هي خير دليل وواضح أمام العيان أن أبين رقم مع الأوائل !
مع المظلوم مع الحق مع الفضيلة مع كل من يتغنى بنشيد الحياة!
يا لروعتك يا أبين!
يا أرض الرئيس (سالمين) الذي لم يدنّس المال العام حياته عاش ومات ولم يترك خلفه ما يخدش جمال رجال أبين!
وهناك طابور كبير وكثيرة هي رجاله، لايسعني في هذا المقال ذكرهم...
لكن اليوم نجد فشل ؛لأننا لم نتعلم من ذلك الجيل ومن تلك الرجال التي سجلها التاريخ بفخر رغم الاختلاف معهم من البعض لكن كانت رجال تدوس المادة وتعيش على المبادئ والقيم مهما كان ذلك....
حتى صار الفشل اليوم بيننا ولم نحسن التعايش ونحيا مع بعضنا في بناء المؤسسات الحكومية التي يحق لها تصدر ذلك العمل الذي يعود علينا بالنفع والفائدة للجميع ؛ لكننا اصبحنا نترك أبين للفساد ،صرنا عبئاً ثقيلاً على محافظتنا يتجرع تبعاته مجتمعنا المحلي الذي ضاق العيش مع الغلاء المعيشي!
فرضنا أتوات من غير حق من بين المحافظات، وتركنا محافظتنا وسط أمة تعبث بها،وصرنا فرق مشتته تسبح في التيهان والكذب ؛ وملّ الكثير من جماهير محافظتنا الحبيبة من عدم الوفاق والاتفاق ووضع النقاط على الحروف؛(بل تم وضع النقاط على الرصيف، لاتكون مطّب يمنع الطريق إلا بحقه المزعوم!).
اننا بذلك قد اغلقنا الباب، أن تنطلق محافظتنا من كبوتها الى الركض مع المميزين نحو خدمة الشعب ولو بشق الأنفس، من الفرص المتاحة؛ وهي كثيرة(أبين السلة الغذائية كما كانت حين كانوا الرجال) وكما كانت تعرف...
ونحن لا نملك الأموال الطائلة والمطلقة ولكن نملك الرجال المخلصين لتحقيق الاهداف المنشودة للمجتمع الابيني...
كانت هناك اعلانات مبوبة تنقلك من المشروع رقم واحد إلى الرقم الذي خلفه،ويوهمونك الفاسدين أنهم يتصدرون الجهد والبذل عنك،وهذه احلام اليقظة التي يعيشها الناس ويرونها سراب ولم يصل إليها الحلم في الواقع!
ان المجتمع الابيني الطيب لايرى غير كل جميل حين يجد من يسعده ويعطيه الأمان والاستقرار العام  فهؤلاء( مخلصين) ؛لأنهم يعطون من حياتهم ويعينون مجتمعهم الذي ولدوا فيه!
ان شمّاعات، الحوثي وغيره، في هذا الوقت الذي لا طاقة لهم ولا رغبة ولا حاجة لهم بنا،حينما علموا أن الجنوب خط احمر....
ولا يوجد في الأغلب التآمر علينا وعلى ثرواتنا؛ والحقيقة أننا نحن من نتآمر على محافظتنا ، ونعلق على أبوابها مالم يحدثه الأولون من "السحت"وبأيدينا ومازلنا نعيش تلك السلوك الدخلية علينا من خارج العرف!
ان رفع الصوت والتاكتف يجعلنا نحافظ على الكل ونخرج بمخرج يخدم الجميع مما يبرز محافظتنا الحبيبة إلى منصات التتويج بوسام الشرفاء الذين صدّقوا في القول والعمل!
وحينها تصفوا محافظتنا من حيتان الأموال ...
يكفي أسأة لمحافظتنا أكثر مما  فيها وما أصابها فلازال جرحها دامي من أعدائه...
من المستحيل أن تجد رجال من خارج محافظتك،يقومون بتصحيح أوضاعها؛ لانهم لايمتلكون الأرضية الصلبة التي سينطلقون منها! 
حينما سئل أصحاب الشاحنات عن تجمهرهم عن باقي المحافظات ،رد الجميع وبلسان واحد قالوا: نمر بخطوط دون أن ينظر أحد اليك غير نقاط معلومة والباقي لتأكد فقط، وتشعر براحة وتحس بالأمان طيلة الخطوط !
ان الاحترام لغيرك تنال احترام الغير وتعلوا وتشتهر بلدك وتسوّقها للآخرين!
للعمل بها وتأتي اليك اليد العاملة والمستثمرين .
وتمنوا بلدك وتجني الثمرة؛حين يكون الرجل المناسب في المكان المناسب !
وينزل من ظهرها من لايحسن إتقان العمل!