آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-03:19م

إنه ُ شعب الجنوب الحر !!

الإثنين - 17 أكتوبر 2022 - الساعة 08:29 ص

سيف بن ربيع الحالمي
بقلم: سيف بن ربيع الحالمي
- ارشيف الكاتب


منعطفات نضالية كثيرة وعظيمة، تلك التي خاضها شعب الجنوب، منجزا فيها مآثر بطولية في شتى المجالات، وفي مقدمتها منعطفات الكفاح المسلح ضد القوى المتخلفة وقوات وأدوات نظام صنعاء ، الذي جثم على صدور الجنوبيين، خاض شعبنا معارك متعاقبة أقضت مضاجع القوى المستعمرة ورسخت في أذهانهم حقيقة ترك الأرض الجنوبية وتجر خلفها أذيال العار والهزيمة.
دروس عظيمة سطرها شعبنا الجنوبي الأبي على امتداد مسرح الفداء والتضحية، لانتزاع حريته واستقلاله  من بين مخالب تلك القوى ضرب من المستحيل، الذي أصبحت وستصبح بين عشية وضحاها حقيقة ماثلة لعيان المحتل، تتجسد بثورة الـحراك السلمي الجنوبي 2007 التي كانت بداية من بداية الثورة الجديدة في الجنوب.
إن أقدس ما يمكن أن نستلهمه في راهننا المكتظ بالتدخلات والأطماع من مفردات نضالات رجالات الثورة الجنوبية هو ذلك الترابط الجدلي بين أبناء الوطن، الذين شكلوا تحولا مفصليا في مسارات حركات التحرر العالمية فقد نقلت الثورة الجنوبية تلاحم نضالي فريد وإرادة فولاذية فشلت معها كل محاولات الاختراق لصفوف الثوار السلميين، الذين لم يعرفوا لمغريات الحياة سبيلا، وآنى لثوار أحرار وقفوا في وجه نظام امبراطورية استعمارية لا تغيب عنها الشمس أن يستكينوا لجبروت وقوات صالح أو يستسلموا لمكسب على حساب سيادة وطن جنوبي أو انتقاص كرامة.
نعم إنه شعب الجنوب الذي لا ينجب إلا أباة للذل والهوان، عشاقاً للحرية متشبثين بوطنهم وسيادته بكل ما أوتوا من قوة مستمدة من صلابة الولاء للوطن الأرض والإنسان، وكامتداد لصلابة أولئك الآباء والأجداد الذين احتلوا الصفحات الأولى من تاريخ الحضارة الكونية.

في ذكرى أكتوبر نتذكر مآثر وتضحيات رجال الثورة الجنوبية الثانية رجالاتها وشبابها ومناضليها وشهدائها الأبطال قائمة طويلة من رجال وهبوا للوطن دماءهم الزكية مؤمنين بأن الأبناء والأحفاد سيختطون نفس السبيل في الحفاظ على الوطن وسيادته وكرامته وحريته واستغلاله من كل طامع ومحتل يروم النيل من قداسة وسيادة وطن جنوبي حر وشعب كريم.