آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

الفرق بين صورتين

السبت - 15 أكتوبر 2022 - الساعة 07:07 ص

توفيق حسين صالح
بقلم: توفيق حسين صالح
- ارشيف الكاتب


حقيقة، من حقهم الحضارم ولهم ما يبرر لهم لو رفعوا سقف مطالبهم، وطالبوا بدولة خاصة بهم بعيداً عن عنجهية وهمجية اليمنيين والجنوبيين.

لاحظوا الفرق بين صورتين، وبين فعاليتين.

فعالية أمس في المثلث ردفان الحبيلين، وفعالية اليوم في سيئون.

الصورتان رغم بساطة ما يحملان لكنهما تختزلان المشهد برمته، وتعطيان مؤشرات لدى أي متابع أو مهتم عمن تصدروا المشهد في حضرموت وعندنا في منطقة المثلث وحواليها، وعن سلوك هذه القيادة وتلك وتصرفاتهم الشخصية، مؤشرات تُنبىء عن خلفياتهم وثقافتهم ومشاريعهم وعن فهم وإدراك هؤلاء الأشخاص"هذا طبعا بغض النظر عن الأخطاء الفظيعة والتجاوزات الأخرى الشنيعة لقيادات منطقة المثلث وحواليها".

رغم بساطة الصورتين لكنهما تحملان دلائل ومغازي ومؤشرات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وهذا هو الفرق بين الحضارم وبين الكل.

كما تحمل كذلك مؤشرات عن سلوك الفرد والشخص عندنا وعندهم، يكون هذا الفرد والشخص قيادي أو من النخب أو من الكوادر أو تاجر أو صاحب مال أو سياسي أو إعلامي لو مواطن عادي.

الصورة من فعالية سيئون:

القيادة الحضرمية قريبون من الناس، مختلطون بهم، جالسون على الأرض وسط الشموس، حتى الناس غير آبهين بهم، الناس مهتمون بالحفل كأنهم مش عارفين أن هناك بجانبهم قيادات، والمنصة فارغة فاضية.

الصورة من فعالية الحبيلين ردفان:

انظروا مدى زحام من تسمى قيادات على المنصة، والجبروت والاستعراض وفرد العضلات على المساكين الذين تحرقهم الشمس والقيادات يتزاحمون على الضلال وعلى الكراسي والبخترة والفشكلة الزائدة.

وكذلك انظروا وراقبوا نظرات وحركات الناس المساكين والإعلاميين والنشطاء إلى هذه القيادات، كل شيء في هؤلاء المساكين يطبل ويعظم وينفخ هذه القيادات،.

نظرات المواطنين المساكين والإعلاميين والنشطاء وحركاتهم تطبل وشغفهم واحتفائهم بهؤلاء من يسمون قيادات.

ندرك دائما وأبدا أن حضرموت الحضارة والثقافة والفكر والفن والسلوك وكل شيء حضرمي غير غير، الفرق كبير وشاسع بيننا وبينهم.. بحاجة إلى الآلاف السنين الضوئية لكي نجاريهم ان أردنا ذلك وخاصة حضرموت الوادي والصحراء والحضارم عامة المختلفين جدا جدا عن الكل في كل شيء.

الذي يؤلمنا أننا لا نوليهم قيادة كل شيء في الجنوب، ولا نحاول أن نتعلم أو نستفيد منهم ونغيّر ونعدّل ونرقّي سلوكنا وتصرفاتنا وأنفسنا.