آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-01:56م

لا دخان من غير نار

الخميس - 13 أكتوبر 2022 - الساعة 08:29 م

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


كثر وتكرر الكلام عن الحاجة لنظام عالمي جديد، تقود هذة "الرغبة" دول ذات وزن عالمي كبير من القارتين الكبيرتين أفريقيا وبشكل خاص آسيا.

مفكرين استراتيجين يذكرون أن التغيير الكبير لا يحدث إلا بعد "صدمة" وحدث كبير، كما حدث بعد الحربين العالميتن!، لكن اي حرب عالمية اليوم لن تكون كسابقتها، لأن الأسلحة النووية المتواجده تكفي لتدمير الكرة الأرضية عشرات المرات!.

هل أمريكا ويتبعها الغرب، الذي يتربع ويسيطر على النظام العالمي المعروف ب "احادي القطبية"، سوف يقدم تنازلات طوعية لقبول وضع عالمي جديد متعدد الاقطاب، ام ان ما أخذ بالقوة لا "يترك" إلا بالقوة؟.

الإقتصاد الأمريكي مستمر في فقدان نسبته ووزنه من الإقتصاد العالمي عام بعد عام. أمريكا أكبر دولة مدينة للعالم، والفضل يعود لطباعة الدولار وقبول العالم به. 

الكثير من الاقتصادين يعتقدون أن إفراط أمريكا باستعمال المقاطعة والحصار الاقتصادي ضد دول عديدة منها دول عظمى يسارع بعملية استبدال الدولار تدريجيا بعملات أخرى كردة فعل لوقف هذة الهيمنة.

أعتقد كثير من الدول مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرهم سوف يجدون أن الحرب الأوكرانية وشبح الحرب العالمية الثالثة فرصة لإستثمارها للضغط نحو تحقيق عالم جديد متعدد الاقطاب يكون لهم نصيب عادل فيه. 

هل ينجحون سلميا، أم لابد من "الصدمة" المدمرة؟؟ 

"وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"، تذكرون استراتيجية الفوضى الخلاقة "الهدامة" التي طبقت في الشرق الأوسط لصنع شرق أوسط جديد كما يقولون. 

يظهر أننا ربما أمام عالم جديد، فهل يكون على إثر فوضى خلاقة "مدمرة" ما عرفها العالم من قبل؟.