آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:51م

الهدنة و لياليٍ عشر

الإثنين - 10 أكتوبر 2022 - الساعة 05:24 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 عشرة أيام مضت منذ موعد تجديد الهدنة الإنسانية في اليمن دون التوافق على تجديدها ، و مع ذلك فحتى الآن فهي ما زالت سارية المفعول و بالذات فيما يخص الأشتباكات العسكرية و تصعيدها ما بين دول التحالف و الحوثيين ، فلا غارات لطيران التحالف و لا مسيرات و صواريح حوثية عدت الحدود ..

 ان إلتزام دول التحالف بعدم عرقلت حركة الطيران من و إلى صنعاء و كذلك الملاحة من و الى ميناء الحديدة ، و كذلك إلتزام الحوثيين بالهدوء على الحدود الجنوبية للسعودية ،  يؤكد أن هناك رغبة أكيدة لدى الطرفين في تجديد الهدنة و ما يصدر غير ذلك عبر وسائل الإعلام ماهي الإ تكتيكات جانبية لتحقيق بعض المكاسب عبر ورقة الهدنة ..

  بالنسبة لحديث البعض عن أن بند الرواتب هو السبب الرئيس لعرقلت تجديد الهدنة حتى الآن فذلك ليس حقيقياً ، فآلية دفع تلك الرواتب متفق عليها من كل الأطراف في فترة الهدنة الماضية و قد وردت على لسان المبعوث الأممي في إحاطته السابقة لمجلس الأمن ..

    قبيل موعد إنتهاء فترة الهدنة السابقة و موعد تجديدها أظهرت بعض القوى اليمنية مواقف جديدة لم يكن يتوقعها التحالف و كانت واحدة من الأسباب الحقيقية لعرقلت تجديد الهدنة و هذه المواقف أربكت خطط و وحدة التحالف و خلطت الأوراق عليها ، فأما الحوثيين و على إعتبار أنهم الطرف الآخر و الرئيس في الهدنة فحاولوا إستغلال المناخ السياسي و العسكري الراهن عالمياً الأمر الذي شجعهم للقفز للعب السياسي عالمياً ، و متجاوزين في ذلك التحالف و الشرعية و حد أنهم ربطوا إيقاف مظاهرات الشارع الإيراني و ربطه بشروط الهدنة .. و رغم عدم إستغراب دول التحالف لشروط الحوثيين و مواقفهم الجديدة المتوقعة إلى حد ما ، إلا أن مواقف بعض القوى في الطرف الحكومي فذلك الذي لم تتكن تتوقعه دول التحالف و هو ما أحدث إرباكاً لخططها و لوحدة الجهود و الصف أمام الحوثيين ..

 هذان الموقفان اجبراء الرياض على تبني تلك المطالب ضمنياً و قفزاء بالإمارات إلى وسط صنعاء عن طريق صلالة ..

  لذلك يمكن إعتبار إن أي هدنة قادمة لن تكون سلاماً أو إنسانية ، بل ستكون سياسية و إعادة لترتيب التحالفات و حتى ذاك سيبقى المواطن اليمني هو من يدفع ثمن لعبة الكراسي تلك ..