آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

خطوات خارج قفص التجهيل.. خطوة (47)

الأحد - 09 أكتوبر 2022 - الساعة 07:09 م

عبدالكريم سالم السعدي
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي
- ارشيف الكاتب


تستمر المعارك الجنوبية الجنوبية ويستمر معها اتساع الهوة بين المكونات الاجتماعية والسياسية وتتمزق عُرى التواصل بين أبناء الجنوب في معركة أراد البعض لها أن تكون البديلة عن معركة استعادة الحق الذي سُفكت لأجله الدماء على مدى ربع قرن من الزمان!

تعددت وتنوعت أسباب ومبررات التباعد الجنوبي الجنوبي وتفنن المخرج والمنتج لهذه الأسباب والمبررات في تصديرها إلى العقلية الجنوبية المليئة بالشروخ والتصدعات فأقلعت بنا قريحة هذا المخرج والمنتج من مطار قضيتنا الجنوبية ومعركتنا الرئيسية إلى مطارات معارك شتى( حوثية )و (إصلاحية ) و(قاعدية) ومع كثرة الرحيل إلى الأكاذيب تحولت المعركة الجنوبية من معركة تحرير إلى معركة صراع تمثيل!

اليوم يطل علينا المخرج والمنتج ذاته بملياراته ليجرنا إلى معركة جديدة في ظاهرها حوار للملمة الصف الجنوبي ،وفي باطنها استمرار لمعركة التمزيق لعُرى المجتمع الجنوبي فشهدنا حالات استقطاب للبعض من خلال دعوات لم تحمل أي جديد يميزها عن سابقاتها لا على مستوى الهدف ولا الأدوات فمازالت تلك الدعوات الموسمية تراوح مكانها وتفتقد إلى الكثير من النوايا الطيبة والجرأة في الاقتراب من نقاط الخلاف الجنوبية الجنوبية.

بعد أن انطلقت سهام المخرج والمنتج لحالة الصراع الجنوبي لتدمر محافظتي شبوة وأبين خارج حتى التوافقات غير الوطنية التي انتجت مجلس الرياض القيادي بحجة محاربة القاعدة ، يتهيأ المُخرج لهذه الفوضى للتمدد شرقا باتجاه حضرموت والمهرة لتصبح مناطق الجنوب مناطق فوضى يستطيع من خلالها الطرف المنتج لهذه الصراعات وضع المجتمع الدولي أمام جنوب مازال قاصرا وتفرض الضرورة وجود قائم عليه يهذب سلوك أبناءه. 

من يتذكر شماعة القاعدة في اليمن فستكون أول محطاته المدمرة (كول) في عدن وآخرها قاعدة حضرموت وهي ذات  القاعدة التي حكمت جزء من حضرموت لعامين متتاليين ولم يحرك هذا المنتج والمخرج ساكن تجاهها بل أنه ذهب للتعاطي بعقد الصفقات معها شملت شحنات النفط وغيرها ودفع لها الثمن ولم يُخرك مرتزقته لمواجهتها حينذاك وسيصل المتذكر إلى حقيقة تلك القاعدة وارتباطاتها وعلاقاتها الوثيقة بجماعات الصراع في المشهد الجنوبي خاصة واليمني عامة .

أثبت الواقع اليوم فشل المكونات الجنوبية في إدارة حوار جاد وإيجابي يقوم على أسس الحوار المُتعارف عليها وتنقلت عربة دعوات الحوار من استقطاب إلى استقطاب آخر وخرجّت بحصيلة لم تنجح إلى اللحظة في إيجاد ممثل وطني توافقي حقيقي للقضية الجنوبية، بل انها فشلت حتى في إقناع رعاتها بجدية تلك الدعوات.

بما أن الواقع أثبت فشل حوار المكونات الجنوبية على الأساس السياسي في الوصول إلى توافق لإيجاد ممثل لقضية الجنوب وهو الأمر الذي يهدد الاستقرار في هذه البقعة الجغرافية ومحيطها الإقليمي إذا ما ذهبت الحلول النهائية لأزمة اليمن بإتجاه خيار حل الدولتين في الشمال والجنوب ، فلماذا لا يذهب الجنوبيون إلى الحوار بمشروع وطني حقيقي وعلى أساس التمثيل الوطني بين محافظات الجنوب.

أثبت فشل  دعوات الحوار المتكررة عدة حقائق منها اولا غياب المشروع الوطني الحقيقي والمُجمع عليه ولو في الحد الأدنى ، ثانيا عدم نضوج تلك الدعوات وافتقادها  للشروط والأدوات الفاعلة التي يقوم عليها أي حوار، واظهرت الدعوات هشاشة المكونات الجنوبية التي تكرر قبولها هذه الدعوات والتي لم تعد تجيد سوى سياسة انتظار الدعوات التي تُرمى هُنا وهُناك لتسارع للترحيب بها، وأثبتت أن نيران معركة التمثيل الجنوبية ما زالت مستعرة بين الأطراف وان القضية هي الخاسر الاكبر في المعركة.