لاشك ان ثورة أكتوبر المجيدة كانت نتاج عمل بطولي
قاده الثوار بعد تضحيات جسام لاجل نيل الاستقلال والخلاص من الاستعمار. ولاشك انها كانت تصب في في اتجاه التغير نحو الافضل . الا أن ماحدث بعد الثورة من تداعيات وارهاصات . وأهمها هو استمرار نزيف الدم بين الاكتوبرين . في كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . حتى قيام دولة الوحدة عام تسعين . حيث قيض العمل الوطني وتعثرت فيه بناء مستقبل الدوله الحديثه بعد الثورة . ذلك سؤال حثيث ومهم وهو ما يقودنا اليه واقعنا اليوم . وما وصلنا اليه من تخلف وأنحدار في اشكال البنيويه التحتيه لشكل الدوله الحديثه وانصهار القوى الوطنيه . في بؤرة تحالفات من تشكيل عصبوي وقبلي مناطقي اخلف نظام هش اكثر تخلف مما كان عليه وجود الاستعمار .
ليس من الممكن ان نقول الان ان مسيرة ثورة أكتوبر. كانت دمويه بين رجالتها و وعجزت من بناء مؤسسات النظام والقانون . مثل ماحدث بعد الثورة وقيام بجمهورية دكتاتورية بحكم شمولي . ورغم التقلبات في السلطه الا انها مثل ذلك القول الثورة مثل القطة التى تأكل اولادها خوف عليهم . وذلك هو ما يقودنا الى السؤال هل الثورة لم تحقق أهدافها .. ؟
ولو رجعنا الى الوراء . وواجهنا التجربه الاكتوبريه وماحدث بعد الاستقلال . لو وضعنا سؤال من اول السطر . لماذا اخفقنا. وتعثرت مرحلة بناء الدوله . ولم نحقق اهداف الثورة وطموح الشعب في بناء دوله مستقرة . خلال مسيرة خمسون عام منذو الاستقلال . ومنذو بداية الاستقلال وبعد ثورة أكتوبر. وفي كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . لوجدنا ان أكتوبر الثورة قد افرغت من محتواها واهدافها النبيله . وتحملت على عاتقها عبئ الكثير من الاخطاء والارهاصات . من صناع و قيادات الثورة والنهج الثوري . ومن تداعيات التحالفات بين القوى الوطنيه . و سياسة التنوع الفكري والطبقي بين جيل صناع الثورة في الجنوب . والتنوع في الفكر و الايدلوجيه التنظيمية والتنوع الطبقي . الذي تعارض مع الرديكاليه البلشفيه المتطرفه . التى تحالفت في مع الجيش . الذي اسس على المناطقيه القبيله والانتماء الحزبي الاوحد . ومن هنا اخفق فيه صناع الثورة . في عملية الاحتواء بين قيادة الثورة ذو الفكر الليبرالي وجماعة اليسار المتطرف . صراع القوى الوطنيه . والاستحواذ على السلطه . والاستعلاء واقصاء كل أشكال الطيف من قوى التحرير بكل اطيافه السياسيه المتنوعة من تنظيمات واحزاب يمينيه . وقيادات نقابيه حقوقيه . اقصت من الشراكه في الحكم . وهو الشريك في اندلاع الثورة والاستقلال . لذلك ان إقصاء اليمين من قيادة مرحلة بناء الدوله . وهم رموز وطنيه وقيادات الكفاح المسلح في مسيرة الثورة . قد اتاح استحواذ اليسار المتطرف على السلطه . والحكم بالحديد والنار . وفرض النهج الشمولي لنظام الحكم في الجنوب . ولم يخلق بناء نظام مؤسسي ديمقراطي. وحكم رشيد خلال فترة مسيرة حكمه .
أن الحديث اليوم عن الثورة الاكتوبريه . او التجربه الثورية من واقع التجربه واخفاقتها . هل يستفيد الثوار الجدد ويستوعب الدرس . واقصد هنا المكون الانتقالي لانهم هم المحرك الاساسي للثورة الثانيه في الجنوب . او الثوار الجدد المكون من الحراك الجنوبي . يلزم عليه اعادة صياغة اهداف الثورة الجديده . ومدى قدرته في حماية الثورة هم أصحاب الثورة وحمايته بالدعم والتحصين الشعبي . اننا امام مرحلة فارقة وحاسمه . اذا اردنا بناء دوله جديده وحكم رشيد . علينا اولا استيعاب المرحله . ومشاركة كل أشكال الطيف من التنوع الفكري من تنظيمات سياسيه واحزاب وقوى اجتماعيه معارضة . تحت هدف واحد وهو البناء نحو مستقبل افضل لبناء الدوله . والاستفادة من ماحدث من صناع الثورة الاكتوبريه . من ارهاصات نحو تقويض العمل الوطني نحو بناء الدوله .
** أحمد الجعشاني **