آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

الأستاذ علي زين أحمد السنيدي.. مسيرة حياة حافلة بالعطاء

الأربعاء - 05 أكتوبر 2022 - الساعة 01:44 ص

طاهر حنش احمد السعيدي
بقلم: طاهر حنش احمد السعيدي
- ارشيف الكاتب


«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين»

السيرة الذاتية:
الأستاذ علي زين أحمد السنيدي من مواليد عام 1956م في قرية الحجار جبل السنيدي سرار بمحافظة أبين.
التحق بالمعلامة (الكتاتيب) عام 1962م وتعلم على يد الفقيه عبدالرب صالح العبادي في منطقة عمران بجبل السنيدي لمدة عام واحد حتى حفظ بعض ما تيسر من سور القرآن الكريم ثم انتقل إلى أبين جعار في العام الدراسي 1966/1965م لغرض الالتحاق بالدراسة في لتعليم النظامي في المدرسة الجنوبية مدرسة «العريقي» واستمر  فيها عام واحد فقط، وكان يسكن في بيت عمه، وكان من ضمن الطلاب المشاركين بالمظاهرات الطلابية المناهضة للحكم الاستعماري في تلك الفترة إلا أنه لم يتمكن من مواصلة الدراسة فانقطع عنها وعاد إلى منطقته سرار ليلتحق من جديد بعد الاستقلال الوطني في العام الدراسي 1968/1967م بمدرسة المقيصرة بسرار في الصف الثاني ابتدائي.

يعتبر الأستاذ علي زين زميلي بالدراسة وبنفس الصف بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، واستمر بمدرسة سرار حتى مطلع العام الدراسي 1972/1971م لينتقل إلى المديرية الشمالية لودر ضمن مجموعة طلاب الصف السادس ابتدائي من مدارس سرار ورخمة  ومدارس المديرية الغربية لبعوس من المحافظة الثالثة في أول تقسيم إداري بعد الاستقلال لإكمال مرحلة التعليم الابتدائي في إعدادية عبود، وبعد اجتياز الامتحان الوزاري للمرحلة الابتدائية انتقل مع زملائه ليواصل دراسة المرحلة الإعدادية في إعدادية الشهيد كرف محمد يسلم بالحصن الصف الأول والثاني إعدادي، وانتقل لإكمال الصف الثالث إعدادي في إعدادية جعار.

وبعد إكمال مرحلة التعليم الإعدادي بدأ يبحث عن مصدر للعيش نتيجة ظروفه المعيشية القاسية التي لم تمكنه من مواصلة الدراسة فاتجه في شهر أكتوبر من عام 1975م إلى عدن للعمل في مؤسسة الملح، ومكث شهر ثم تعرض لمرض جلدي أجبره على مغادرة العمل رغم عدم اعتماده موظف رسمي، لكنه لم ييأس فاتجه إلى مدرسة عمران سرار للعمل مجاناً لعل وعسى أن تلتفت إليه الجهات لتوظيفه معلما، وبعد مضي أكثر من شهرين حمل خطاب من الجهات بالمنطقة إلى مساعد المشرف في رصد بطلب اعتماده معلما وإعطائه الأولوية بالتوظيف وحمل خطاب من مساعد مشرف التعليم المرحوم عبدالله الحكمي إلى مشرف التربية والتعليم في عاصمة المديرية الغربية لبعوس الأستاذ صالح خميس يسلم، وتم توظيفه رسمياً بتاريخ 7 يناير 1977م وأول محطة عمل له كانت في مدرسة الخشناء سرار.

التحق أثناء العطلة الصيفية بأول دورة تدريبية للمناهج التعليمية الحديثة للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية تخصص مواد الصف الأول كاملاً، وانتقل بعد ذلك للعمل في مدرسة عمران ليمكث فيها ثلاث سنوات دراسية، وواصل التدريب بالدورات التربوية أثناء العطل الصيفيه دورتان بنفس التخصص للصفوف الدراسية من الأول إلى الرابع.

الأستاذ علي زين احمد هو المعلم الذي أطلق عليه الموجه الفني الأستاذ علي حسين علي أثناء زيارته التوجيهيه إلى مدرسة عمران بأنه أفضل معلم عمل على ربط الدرس بالواقع من خلال توضيحه لطلاب صفه باستخدام اللهجة المحلية والكلمات البسيطة والمفهومة في درس اللغة العربية ( أنشودة الفلاح )، وفي عام 1980/1979م انتقل إلى مدرسة المقيصرة سرار معلماً، وكان مهتما كثيراً بتدريس مواد الصفوف الدنيا من الأول إلى الرابع وأكثر أهتمامه بمادة التربية الدينية والموسيقى.

كان الأستاذ علي يعاني من ضعف في النظر لكن هذه المعانة لم تمنعه من المشاركة بالمبادرات الجماهيرية والحراسات الليلية سواء أثناء دراسته في الحصن وجعار أو أثناء العمل بالمنطقة من خلال المبادرات والحراسات الليلية بمشروع مياه الشرب في سرار، كما كان مساهماً في تدريس صفوف محو الأمية في عمران للنساء وفي الحجار ودار الحبيل للرجال.

استمر بعمله معلماً مواظباً ملتزماً نشيطاً مهتماً بعمله حتى عام 1989/1988م، وتم تكليفه من قبل ادارة التربيه رصد بالعمل ضابط إداري لدى مكتب الإشراف سرار أثناء إدارة المكتب من قبل المرحوم الأستاذ مهيوب طاهر عاطف، واستمر مايقارب عامين ثم اُعيد ترتيبه معلماً بمدرسة المقيصرة سرار لكن المشكلة التي واجهته أن نظره بدأ يضعف أكثر وأكثر مما استحال عليه مواصلة مهنة التدريس وظروفه المادية الصعبة لم تمكنه من العلاج، واستمر على هذا الحال، وبعد عام 2000 م عمل بعض الفحوصات الطبية لكن للأسف طلعت التقارير أن الشبكية بالعين قد أنتهت، وفوق هذا وذاك استمر بالحضور المتقطع بين الحين والآخر إلى المدرسة لكي يحافظ على راتبه الشهري الذي يعتبر المصدر الوحيد للأسرة كما كان يضع بالحسبان من أنه في حال ما انقطع عن الحضور قد ربما يؤثر عليه ذلك من سنوات خدمته واستمر على هذا الحال حتى أحيل للمعاش التقاعدي عام 2010م،
ومن المؤسف جداً أن  الأستاذ علي زين أحمد لم يتحصل على أي تكريم لا مركزي ولا محلي ولا شهائد تقديرية ولا رسائل شكر أثناء فترة عمله في مجال التربية والتعليم ، وهذا الكلام نقلناه عن لسانه من خلال جلوسنا معه خلال الأسبوع الماضي، لتدوين منه بعض المعلومات واستعادة الذكريات الدراسية.
يتقاضى الأستاذ علي زين احمد راتب شهري قدره 114000ريال ويسكن حالياً في بيت بالإيجار في رصد.
نتمنى للأستاذ علي زين أحمد دوام الصحة والعافية.