آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:34ص

هل الخلاف يقود إلى التعدد؟

الأحد - 02 أكتوبر 2022 - الساعة 12:00 ص

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


من الصعب تجاوز ولو خلاف واحد بين طرفين في فترة زمنية وجيزة إذا جرى تكليف جهة واحدة فقط لإنهائه. فما بالكم في وجود عدة ملفات كل ملف محشو بحزمة خلافات. كل خلاف معبأ تعبئة كاملة بجملة قضايا قديمة وحديثة تركت للزمان يراكمها لدرجة يستحيل التمييز بنظرة خاطفة بين مصادرها وبين وجود التناقضات. 

ولأن الخلاف عادة ينشأ بين دولتين أو مجموعة دول، وهو ما يؤكده الصراع القائم حاليا في الأزمة اليمنية، والحرب الدائرة في اليمن، فإنه من الناحية العملية والقانونية يفترض دعم دولتين تساهم كل منهما في طي صفحات الأسباب التي تصعد من حدة القضايا الخلافية وتغلق ملفاتها. يجب أن نضع الحصان قبل العربة يجرها بما حملت.

دولة في الشمال ودولة في الجنوب، كل منهما تأخذ بالإستراتيجيات السياسية والدبلوماسية التي مفادها التهدئة والتسوية بدلا من إستراتيجيات التصعيد والحروب. ومع وجود التناقضات ومصادر الخلاف، فإن باستطاعة كل منهما ترتيب الأولويات وتحديدها بناءا على ما تقتضيه العلاقات الدولي، من الرئيسي المركزي إلى الثانوي الهامشي، من العاجل الملح إلى ما يمكن تأجيله. فوظيفة القيادة السياسية لكل من الدولتين هي كيفية إدارة مجمل الخلافات بالشكل الذي يتفق مع توازن القوى مع الأهداف القومية والأمن القومي. 

وأدها حدة هي خلافات توزيع الموارد. حيث حكومة صنعاء تركز اهتماماتها على ثروات مأرب والجوف النفطية والمعدنية. وحكومة عدن تركز اهتماماتها على ثروات شبوة وحضرموت النفطية والمعدنية. كما أن الجنوب بما يتسم به من موقع إستراتيجي عالمي وسياسي معا يجعله أثقل وزنا يجذب اهتمام وعناية العالم به، ويتعاظم تأثير الدول العظمى فيه بما يمتلكه ويحتفظ من هامش المناورة والمبادرة. متجاوبا في إقامة علاقات جيدة ومتينة مع الكل تسمح له بوجود دولته واستقرارها، متعاونا متضامنا من أجل الأمن والسلام الدوليين.

على ضوء ما سبق، فإن ما يحدث داخل مجلس القيادة الرئاسي هو خلاف شكلا ومضمونا. فأعضاؤه يمثلون جهتين، شمال وجنوب. مجلس تعددي. والتعدد يقود إلى الخلاف. ومهما يكن من خلاف، فإنه ملزم بالعمل المشترك لإنجاح مهام المرحلة وإدارة مجمل الخلافات وإتمام الرسالة وترتيب أولوياتها لمعالجتها وإغلاق ملفاتها. ولا نستبعد تأخير عودتهم إلى العاصمة عدن وبقاءهم في العاصمة السعودية الرياض لعظم المهام التي قد تستغرق فترة لا تزيد عن الستين يوما. ذلك هو التعدد الذي يقود إلى الخلاف. أم العكس، خلاف يقود إلى التعدد في الحالة اليمنية.